ميسي·· أيقونة أرجنتينية ألهمت الإسبان




الصدفة قادته إلى برشلونة

عندما يسطع نجم أرجنتيني صاعد، إلا وتذكر الأرجنتينيون أسطورتهم دييغو مارادونا ولقبوه بخليفة مارادونا، حتى أننا سئمنا من وعودهم· مرت المواهب دون أن ينجح أحد من خطف قلوب الأرجنتينيين كما هو الحال للنجم السابق أورتيغا وريكيلمي وإيمار وديليساندرو وتيفيز وغيرهم···

بيد أن ميسي الذي بات حديث الكل بمواهبه ومهاراته العالية، أكد ما قيل عنه أنه سائر على طريق مارادونا وأنه سيماثل أحد نجوم القرن الماضي بحكم ما ظهر به من إشعاع ممتد ونجومية ساطعة ما جعل الأرجنتيين يثقون في ملكات هذا الفتى الذهبي ليكون خليفة مارادونا·

الهجرة إلى إسبانيا
منذ حداثة سنه أبان ليونيل ميسي أنه مشروع لاعب كبير سيكون له شأن في عالم المستديرة، شجعه والده على ميوله وسانده ليحقق أحلامه، إذ لعب لصغار ريفيربلات وقدم الإشارات الأولى لمواهبه· بيد أن الأب صدم بعد علمه أن ميسي الصغير مصاب بقصور في نمو عظام الكثف تتطلب تكاليف باهضة· رفض الأب الإستسلام، رغم قلة مدخوله والإمكانيات التي تسمح بعلاج ميسي، فوجد في الهجرة إلى إسبانيا كي يشتغل ويكسب ما هو بحاجة إليه الحل الأنسب أيضا لعلاج ابنه·

حطت عائلة ميسي الرحال بكاتالونيا ولم ينس أحلام فتاه وعالمه الكروي، إذ زجّ به في مركز تكوين البارصا، إذ أن مواهبه العالية جعلت إدارة الفريق تتكفل بمصاريف العلاج وتكوينه وصقل مواهبه، إذ ألحقته بلاماسيا حيث إعداد المواهب وتدرجها عبر مراحل جل الفئات قبل أن يصل إلى الفريق الأول·

بداية التألق

هكذا بدأ مسار ميسي أي منذ بلوغه سن الحادية عشرة، إذ دارت طواحين الزمن بسرعة وتجاوز ميسي حل الصعاب وكان حقا متفوقا في جل الفئات رغم قامته الصغيرة، لكن مواهبه كانت تنذر بنجومية آتية لا محالة، كانت لميسي القدرة على تجاوز ثلاثة أو أربعة لاعبين بفضل سرعته ومهاراته الفنية، لذلك قطع مراحل التفوق باقتدار كبير إلى عام 2004 حيث وجد نفسه في فئة الكبار، لكنه قليل الظهور فسنه الـ 18 وقلة تجربته لم تسمحا لرايكارد الإعتماد عليه، لكنه كان يجد الثقة آنذاك في محاكاة نجوم الفريق بييول، إيطو، كزافي، رونالدينيو·

وحتى وإن كان القريبون من النادي من أطر ولاعبين ومسيرين يعرفون عن كثب ما كان يختزله ميسي، فإنه لم يكن لافتا لأنظار الخبراء بعد والجمهور الإسباني وكذا الجمهور الأرجنتيني، لذلك صعد كالصاروخ مع منتخب الشبان الأرجنتيني وكان هدافه وملهمه·

شهادة ميلاد جديدة

بعد عودته انتظر المتتبعون ما عسى ميسي أن يفعل بعد عودته إلى برشلونة، الفرص القليلة التي أتيحت له في موسم 2004ـ2005 لم تكن لتشفي غليل ميسي الذي كان متعطشا لتفجير طاقته، ومع ذلك كان يطرب الحضور بلمساته الساحرة وتجانسه مع المهاجمين إيطو ورونالدينيو، فكان يتناوب بين الفريق الأول والثاني، لكن في موسم 2005ـ2006 وقع ميسي على شهادة ميلاد جديدة وأنهى فترة التناوب بين الفريق الأول والثاني واكتسب موقعا له في تركيبة الكبار وشارك الفريق في التتويج بلقب الليغا في الموسمين الأخيرين· وبات يصنع لفريقه العجائب ويكشف عن مهارات فنية تدغدغ مشاعر الإسبان وتلهب ملاعب دوري الليغا وأوروبا· سرعة، مهارات، اختراقات، قوة وأهداف كلها خصال اجتمعت في ميسي فاتحا أشرعة نجم جديد، وحقق أيضا اللقب الغالي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي وإن كان قد غاب عن هذه المباراة أمام أرسنال·

شبح الإصابات

بموازاة الإبهار الذي يوقع عليه لاعبو برشلونة والذي يعتبر صناعة كاتالونية، فإن لعنة ظلت تطارد هذا الفريق وتترصد نجومه هكذا سقط عدة لاعبين كما هو الحال لإيطو وموطا وسيلفينيو وكزافي، بيد أن غياب ميسي إلى جانب إيطو كان أكبر ضربة للبارصا، أصيب ميسي أمام سرقسطة في 12 نونبر وغاب لمدة طويلة، والأكيد أن ما جعل غياب ميسي أكثر إيلاما على البارصا أنها تزامنت مع غياب إيطو ما جعل أداء الفريق يتأرجح وسجل نتائج متذبذبة، وإن كان البارصا يتصدر دوري الليغا لكنه ما زال مهدد بمطاردة شرسة من نادي إشبيلية·

عاد ميسي إلى الميادين وشعر بحرقة كبيرة وهو يبتدع عن زملائه، وسجلت مباراة صنطندير عن الدوري الإسباني عودة ميسي بعد أن شارك في الشوط الثاني، لكن ماتلاها كان أروع، ولعل الثلاثية الخالدة في مرمى الريال في الكلاسيكو الأخير ستبقى عالقة في أذهان كل المتتبعين الذين أبهرهم عرض ميسي الساحر·

وكانت الإصابة قد أبعدته أيضا في الأشواط الأخيرة من الموسم الماضي وضيعت عليه فرصة المشاركة في نهائي دوري أبطال أوروبا، بل وكادت أن تفوت عليه فرصة المشاركة مع المنتخب الأرجنتيني في المونديال الأرجنتيني·

ميسي ورقصة التانغو

ولأن ميسي دخل قلوب الجماهير الأرجنتينية بلا استئذان ونجح في كسب شعبية لا تطاق في زمن قياسي، فإن هذه الجماهير لم تكن لترضى بغياب نجمها الساحر عن المونديال وحتى وإن كان مدرب المنتخب الأرجنتيني آنذاك بيكرمان ظل متحفظا بشأن انضمام ميسي إلى اللائحة النهائية المشاركة في المونديال، خاصة بعد الإصابة التي ألمت به في أواخر الموسم الماضي، فإنه لم يقو على مقاومة ضغوطات الجماهير الأرجنتينية، فكان أن شارك ميسي رفقة منتخب "التانغو"·

وحتى وإن لم يحض ميسي كثيرا بثقة المدرب بيكرمان، فقد استطاع أن يترك بصمته في كل المباريات التي شارك فيها، وأكد أنه مرشح ليكون القائد الأمثل للمنتخب الأرجنتيني في المونديال المقبل دون منازع على غرار ما فعل مارادونا في مونديال المكسيك 1986·

ومع برشلونة لم يخف ميسي صعوبة المهمة هذا الموسم، بحكم أن الفريق البطل بات كتابا مفتوحا لكل الخصوم، كما أن المهاجم المتألق غالبا يجد في المواسم المقبلة مدافعين يترصدون له· يقول ميسي: >أنا سعيد بما أفعل، ولكي أواجه التحديات يجب ألا أظل مثلما كنت وأن أتابع التحسن والتقدم وأواصل الجهد والإستفادة من التجارب حتى أكون في مستوى يؤهلني للمساهمة بفعالية في السير بالفريق إلى الأمام، لاسيما وأن فريقي البارصا مقبل على مباريات صعبة لن يتم تجاوزها بنجاح إلا بالبرهنة الملموسة على أنه فريق كبير<·

وختم قوله: >أنا لا أفكر في الكرة الذهبية وإنما أفكر في يومي وفي الذي يليه، وأسعى لمواصلة العمل حتى أقدم أقصى ما أستطيع للفريق في المباراة القادمة وبعدها في المقابلة التالية<·




سيرة نجم
ليونيل أندري ميسي

من مواليد 24 يونيو 1987 بسانطافي (الأرجنتين)

الطول: 1.69م

الوزن: 67 كلغ

المركز: مهاجم

النادي: برشلونة

أول مباراة دولية: الأرجنتين - هنغاريا (17 غشت 2005)

الإنجازات: بطولة إسبانيا (2005ـ2006)

كأس عصبة أبطال أوروبا (2006)

الكأس الإسبانية الممتازة (2006)

الأندية التي لعب لها: برشلونة



__________________