على قدر النية تكون العطية
هناك حديث عن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه يقول فيه:
«...فإن العطية على قدر النية»(3).
كما أنّ هناك جملة متداولة مضمونها:
«على نيّاتكم تُرزقون» تشارك الحديث المتقدّم بالمضمون.
صحيح أنّ الدنيا كلها لا تساوي عند الله جناح بعوضة - كما في الحديث،
ولم يقل: "جناحي بعوضة"
لأنّ البعوضة قد تستفيد منهما آنذاك، بل قال «جناح بعوضة»
بياناً لتفاهة الدنيا وانحطاط شأنها عند الله،
لكننا مركّبون بنحو بحيث نحتاج إلى أمور كثيرة في هذه الدنيا،
وقد تكبلنا المشكلات أيضاً، فنطلب من الله تعالى،
فإذا كانت العطية على قدر النية،
فلنطلب من الله تعالى ما هو أعظم من الدنيا..
فلنطلب حاجات الآخرة أيضاً؛ فمن أجلها خُلقنا،
ومن أجلها أيضاً خلقت الدنيا.
لا ضير في أن يطلب العبد من الله المال والله يرزقه،
ويطلب الصحة والله يمنحه،
ويطلب كل طيّبات الحياة الدنيا والله أحلّها للإنسان المؤمن،
وكل ذلك موجود في الأدعية أيضاً، ولا بأس به،
ولكن لنعلم أيضاً أنّ هذا ليس هو المهم عند الله تعالى،
وليس هذا هو الهدف النهائي وراء خلق الإنسان،
بل المهم عند الله وما خُلق من أجله الإنسان هي الدار الآخرة،
فلنطلب من الله حاجات تلك الدار أيضاً؛
لأنّ العطية على قدر النية كما في الحديث العلوي الشريف.
(3) نهج البلاغة / صبحي صالح / ص 391 / الخطبة 31 / وصيته إلى الحسن سلام الله عليهما عند انصرافه من صفين.