بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي شرع لنا شارع السعادة والنجاة وعصمنا من الانغمار في المخازي والهلكات ,وهدانا الى عيون مسائل الحلال والحرام وحرسنا عن الضلالة والتورط في دياجي الغي البهام,والصلوة والسلام على شمس سماء الرسالة ,وبدر فلك النبوة مولانا ابي القاسم محمد وعلى اله مصابيح الهدى ومشاكي الانوار والضياء ,سيما ابن عمه ووارث علمه,ابي السبطين ووالد الريحانتين علي امير المؤمنين مولى الموحدين واللعنة الدائمة على اعدائهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم الى يوم الدين.
لربما ابتعد الكثير واصبح يجري خلف الشيطان اللعين وجعل قلبه مملؤا بالسواد والظلام والعتمة حتى بدء يتذبذب ويضيع ويهبط الى القاع والنزول وارتكاب الذنوب الكبار منها والصغار ,وضيع اوقاته في الابتعاد عن الروح والتعمق في القلب والوجدان والمالوم والرجوع الى الله الخالق العظيم ,لربما تدمع العيون الذابلة وتحار القلوب الوجلة وتتطير الارواح التي اصبحت كفراشة تبحث عن ملاذ في زهرة يانعة متفتحة تعبق باريج الامان والسكينة والاطمانان , تسعى للوصول الى حضن يضمها ويمسح دموعها التي لم تعرف الهدوء والتوقف والابتعاد .
إن افتقادنا للقلوب النابضة التي امتلئت بغبار الزمان فأوقف نبضها ومنع عنها الحياة وحمل المعاني العظام اخلاص ووفاء وتضحية وايثار ,بسبب تركنا لمعرفة اعماقنا وسؤال نفسنا ,ابتعادنا عن الروح وهي اساس الخلود والبقاء والاستمرار منعنا عن الوصول الى العلو والكمال الرباني وحمل اي معنا يرتقي بوجداننا للسماء ومقارعت السحاب, ارواح كانها الغصون الخضراء لا تعرف التوقف .
ولكن بعد كل الهموم والاحزان والالم والانصياع خلف الشيطان هل نشك في الخالق الرحيم والرب الجليل وصاحب اللطف العظيم انه يريد الانتقام من عباده, ولماذا؟ هل يحتاج سبحانه لان ينتقم من عبد ضعيف لايقوى على فعل شيئ ولا يستطع على دفع الضر عن نفسه ,بلا اشكال ولا ريب ولا شبهة لالالا ابدا, وإنما فتح بابا جعل فيه الامل والامان والسكينة لمن دخله جعل هذا الباب لكي ترجع القلوب التي تاهت خلف السراب والضياع والشتات جعل هذا الباب للارواح التي تريد ان تحل على جزيرة الامل والسعادة الابدية , فسما ذالك الباب باب((التوبة)).
قال تعالى في كتابه المجيد وخطابه المبين(إن الله يحب التوابين) سورة البقرة الاية222 وقال سبحانه وتعالى في محكمه الشريف(وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) سورة الشورى ابة25 وقال عز وجل في كتابه المبين(يا أيها الذين أمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا)سورة التحريم اية8.
كل هذه الايات المباركة التي تبين عظمة الله ورحمته التي وسعت كل شيئ ولطفه اللذي عم الانام ,تعطي القلوب الاطمانان وتبقي نبضها وتنثر ذلك الغبار من عليها , تبين الرجوع لله والى الخالق العظيم والرب الجليل , يقول الرسول الاعظم والمصطفى الامجد ابا القاسم محمد صل الله عليه وعلى اله الطاهرين"ليس شيئ احب الى الله من مؤمن تائب او مؤمنة تائبة".
وقد تبقى الافكار تتشتت وفي بعض الاحيان تتعب النفوس دون ان تصل الى الذي اتعبها ونفكر في ذلك الالم وماذا نريد والى اين المصير ,لان الارواح منشغلة والوجدان يتألم وربما تنزف القلوب ولكن عندما نرجع الى الله وتدمع تلك العيون وتحرق الوجنات قد تضمد جراح القلوب الحزينة المتالمة حينها يريد الشيطان ان يجعل القلوب في يأسها وخنوعها وانكسارها وموتها وتوقف نبضها وابتعادها عن حقائق الامور ,تياس من رحمة الله وهو يعلم ان رحمته وسعت كل شيئ ,يريد الشيطان ان يطفي نور الايمان من تلك الاعماق لان النور يزعج ظلمته , ولكن يأبا ذلك القلب الا ان يزرع الايمان ويرجع الى خالقه فيكسر الشيطان ويخذله وييؤسه منه ومن اتباعه وملاجقته, لانه تمسك بصاحب الرحمة واللطف العظيم وخالق الكون .
يقول الشاعر:
إلهي لا تعذبني فإني
مقر بالذي قد كان مني
فمالي حيلة الا رجائي
بعفوك ان عفوت وحسن ضني
فكم من زلة لي في الخطايا
عضضت اناملي وقرعت سني
يظن الناس بي خيرا واني
لشر الخلق ان لم تعف عني