(بلعم بن باعورا) فهو من علماء بني اسرائيل وقد نال بعبادته مقامات عليا إلى مستوى انه حصل على اسم الله الأعظم، وأصبح مستجاب الدعوة. وعندما بعث موسى (على نبينا وآله وعليه السلام) نبيّاً ونال هذا المقام الشامخ، كانت بعثته قد اثارت حسد بلعم،
وقد كان الحسد يزداد كل يوم، ويأكل حسناته شيئاً فشيئاً، كما أنَّ هذا الحسد من جهة، وحب الدنيا من جهة اخرى بلغا به إلى مستوى أن لجأ إلى فرعون وبلاطه ليصبح من وعّاظ السلاطين. ففقد بذلك كل افتخاراته وكانت عاقبته السوء. فبيّن القرآن قصة هذا العالم المنحرف ليكون عبرة للآخرين حيث شبهه الله سبحانه بالكلب ، ووجه الشبه أن الكلب إذا طاردته يلهث وإن تركته يلهث ، وذلك العالم إن نصحته لا يهتدي وإن تركته لا يهتدي أيضاً .