مقاتلون اكراد يستعدون لمواجهة مع الجيش التركي
الجيش التركى يشن عملية شمال العراق
المالكى يبحث مع نيغروبونتى اتفاق تأبيد الاحتلال
بغداد-انقرة- العرب أونلاين- وكالات: عقد نورى المالكى رئيس الوزراء العراقى اجتماعا مع جون نيغروبونتى نائب وزيرة الخارجية الامريكية الذى يزور العراق حاليا وبحثا فى ما يسمى بـ"مبادئ التعاون طويلة الامد فى الاثناء وبعد اسابيع من المشاورات السياسية، لجأت تركياالى الخيار العسكرى ضد المتمردين الاكراد المتمركزين فى شمال العراق.
ذكرت مصادر اعلامية ان المالكى اكد خلال اجتماعه بنيغروبونتى اهمية تطبيق ما يسمى بـ"مبادئ التعاون طويلة الامد" التى تم الاتفاق عليها بين حكومة المالكى والولايات المتحدة الامريكية.
واضافت ان المالكى شدد على ضرورة ان يكون العام المقبل عام تحولات فى مستوى القوات المسلحة العراقية وتطوير قدراتها لتتمكن من تسلم المهام الامنية فى جميع المحافظات العراقية بالاضافة الى اقامة المشاريع اللازمة لاعادة اعمار وبناء العراق ورفع مستواه الاقتصادي.
ومن جانبه جدد نيغروبونتى دعم الولايات المتحدة لحكومة المالكى فى حربهاضد ما وصفه بالارهاب والوقوف الى جانبها لتحقيق الامن والاستقرار ومساندتهافى انجاح خططها الرامية الى تطوير الاقتصاد وتشريع القوانين التى تخدم مصلحة الشعب العراقى حسب قوله.
تكثيف العمليات
من جهة أخرى قالت هيئة اركان الجيش التركى ان المدفعية وعناصر جوية فى اشارة الى مروحيات قتالية على الارجح، هاجمت "داخل حدود العراق" مجموعة تضم "خمسين او ستين ارهابيا"، الصفة التى تطلقها السلطات التركية على متمردى حزب العمال الكردستاني.
واوضحت ان الجيش التركى كبد هذه المجموعة "خسائر فادحة".
وتابعت هيئة الاركان على موقعها على شبكة الانترنت ان العملية جرت فى جنوب شرق بلدة شوكورشا فى محافظة هكارى على الحدود تماما، مؤكدة ان "عناصر اخرى من الجيش ستتدخل فى المنطقة فى حال الضرورة"، فى اشارة الى القوات البرية.
الا ان مسؤولا فى حزب العمال الكردستانى اكد السبت ان الجيش التركى لم يقم باى عملية برية او جوية ضد مواقع حركة التمرد داخل كردستان العراق.
وصرح هذا المسؤول فى اربيل فى كردستان العراق "لم تقع اى مواجهة مع الجيش التركي".
من جهته، اكد الجيش الاميركى فى بغداد انه لا يملك اى معلومات عن هجوم تركي، بينما امتنعت الادارة الاميركية عن التعليق على المعلومات حول هذه العملية.
وهددت تركيا التى تتهم الاكراد العراقيين حلفاء الولايات المتحدة، بدعم حزب العمال الكردستانى بشن عملية عسكرية فى شمال العراق لطرد المتمردين الذين يستخدمون هذه المنطقة قاعدة خلفية لهجماتهم فى جنوب شرق تركيا.
وحشدت تركيا التى تملك ثانى اكبر جيش فى حلف شمال الاطلسى يضم 515 الف رجل بعد الولايات المتحدة، حوالى مئة الف عسكرى على طول الحدود العراقية التى تمتد 380 كيلومترا.
وكان متمردون قادمون من كردستان العراق قتلوا فى 21 تشرين الاول/اكتوبر 12 جندييا خلال هجوم قرب الحدود العراقية، مما زاد التهديدات التركية بشن هجوم على حزب العمال الكردستانى فى العراق.
وسمح رئيس الوزراء التركى رجب طيب اردوغان الاربعاء للجيش التركى بشن عملية عبر الحدود ضد الاكراد الاتراك فى العراق.
وقال المحلل العسكرى ارماغان كول اوغلو لشبكة التلفزيون الاخبارية "ان تى في" انها "عملية ضد هدف محدد وليست مفاجئة لان تركيا قالت وكررت انها ستتحرك ضد الارهابيين فى شمال العراق".
ورأى هذا الجنرال المتقاعد انه من غير الوارد حاليا شن هجوم عسكرى واسع النطاق لكن عمليات عسكرية مماثلة قد تجرى فى الايام المقبلة بمشاركة قوات النخبة اذا اقتضت الضرورة رغم الشتاء القاسى فى هذه المنطقة الجبلية.
وذكرت وكالة انباء الاناضول شبه الرسمية ان القوات التركية كثفت فى الوقت نفسه عملياتها ضد المتمردين الاكراد فى المناطق الجبلية الوعرة القريبة من الحدود العراقية فى محافظة سيرناك.
وقالت الوكالة ان مروحيات قتالية قصفت عدة قطاعات فى المنطقة لمنع المتمردين من العودة الى مخابئهم فى العراق.
وسمح البرلمان التركى للحكومة الشهر الماضى بالتحرك ضد حزب العمال الكردستانى فى شمال العراق.
وتضم حركة التمرد هذه حوالى خمسة آلاف رجل بينهم نحو 3500 فى الجبال العراقية.
ويخوض حزب العمال الكردستانى منذ 1984 حركة تمرد اسفرت عن سقوط حوالى 37 الف قتيل.