خلط الاوراق ... ايران ام سوريا
عبد الجبار سبتي
لا يمكنني ابدا ان افسر الدعوة باتجاة اتهام ايران بالارهاب في العراق الان واكرر الان في ظل الاتهام العراقي لسورية بايواء الارهابيين وتصديرهم الينا , الا انها دعوة طائفية تصب في خانة وفائدة الارهابيين جميعا ان كانوا من هذا الطرف او ذاك ذلك لانها اولا تحاول ان تتهم الحكومة المنتخبة بانها حكومة غير نزيهة وانها العوبة بيد ايران وانها تشارك الارهابيين بقتل العراقيين بدم بارد بتغاضيها عن الفاعل الحقيقي لا بل انها حسب رأيهم تتهم طرفا بريئا هو سورية وتتستر على المجرم او الجاني الحقيقي وهو ايران , وكلها اتهامات خطيرة جدا ولا يمكن السكوت عليها كما انها تحاول ابعاد اصابع الاتهام المبنية على ادلة كثيرة على تورط سورية البعث بتصدير الارهاب للعراق وتبرئة ساحتها وهذا دليل على ان من وجه اصابع الاتهام لايران الان والان بالذات انما هو يحاول دفع التهمة عن سورية لارتباطه هو بها او ارتباطه بالارهابيين الصداميين من البعثيين والقاعدة محاولا بذلك دفع التهمة وتبرئة ساحتهم حرصا منه على القتلة والمجرمين , كذلك فأن مثل هذه الدعوة في ظل الاتهام العراقي لسورية بايواء الارهابيين والمجرميين وتصدير الارهابيين للعراق تصب في فائدة الارهابيين لانها تحاول ذر الرماد في العيون والتشويش على ذهن الشارع العربي والعالمي من خلال اتهامات تصدر من اعضاء بمجلس النواب العراقي ولكنها بالاتجاه المعاكس تماما لرأي الحكومة وكلامها فبينما كل العالم يشير بان الارهاب القادم لبغداد هو عن طريق دمشق يقف هؤلاء النكرات ليقولوا لا الارهاب ياتي من طهران محاولة منهم لطمس الحقيقة والمزايدة على حساب الدم العراقي في دعوة طائفية محظة .
كذلك فأن مثل هذه الدعوات تحاول ان تقسم رأي الشارع العراقي وان تؤثر فيه بعد ما رأوا من التأييد الشعبي للحكومة في مسألة المحكمة الدولية وشق عصى الجماعة التي طالما شقوها بكل صلف وعدم مبالاة ولا اكتراث لدماء الشعب المسكين .
كما انه لا بد لي من ان اذكر انني لا انكر التدخل الايراني في العراق واعتقد ان جميع دول الجوار وجوار الجوار تتدخل بالشان العراقي كما ولابد لي من ذكر ان هنالك خلل في بنية القوات الامنية العراقية وان هناك تراخي في بعض الاجهزة وبعض المناطق وان هناك فساد في اجهزة اخرى كما ان هذه الاجهزة يتربع عليها اناس لا يمتلكون الكفائة , الا ان كل ذلك لا يلغي الادلة الدامغة التي تدل على مدى خطورة الدور السوري حصرا ودونا عن ادوار كل المتدخلين الاخرين فأنه يفوق الجميع خطورة واذى على العراق والعراقيين ولا ننسى مدى الهلع السوري وخوفهم من انتقال الديقراطية اليهم حينما قاموا في اول اجتماع لدول الجوار العراقي بدمشق عام 2003 بتقسيم ادوار قتل الشعب العراقي فأختصت سورية باستقبال الارهابيين على اراضيها واقامت معسكرات التدريب واشرفت على تلقينهم دروس الموت ومن ثم سهلت لهم دخولهم للعراق ليفجروا ويذبحوا ويقتلوا . اذا لا نختلف ان جميع دول الجوار تتدخل بالشأن العراقي ولكن لا يمكن ان نقول ان كل الادوار متساوية نعم كل دول الجوار تقوم باعمال مضرة بالعراق وليس هناك موقف مشرف لاي دولة تحيط بنا ولكن لا يمكن مقارنة اي فعل بالاجرام الذي قامت وتقوم به القاعدة والبعثيين فهل القاعدة والبعثيين مقرهم طهران ام دمشق .
ان الشمس لا يمكن ان تغطى بغربال كذلك فان الارهاب القادم من سورية لا يمكن اخفائه ولا باي طريقة لا بالاخلاق العالية ( للاسد ) وعدم ايفائه بتعهداته والمواثيق التي قطعها على نفسه امام وفد الكونغرس الاميركي حينما فاجأوه بالصور الملتقطة في داخل قصره وتدينه , ولا حتى بالوعود التي قطعها على نفسه امام رئيس الوزراء السيد المالكي عن فتح صفحة جديدة في العلاقات العراقية السورية , ولا بالتصريحاة ( الاخلاقية) لنواب لا اخلاق لهم .
نعم اقولها للجميع ان هناك تدخلا ايرانيا وان هناك ملف عن هذا التدخل لم يكتمل بعد والى ان يكتمل هذا الملف دعونا ايها الاخوة نوحد اصواتنا ووجهتنا صوب دمشق التي اوت القتلة وامدتهم بالسكاكين التي نذبح بها اليوم وكل يوم فهل من ضمير او عقل يرضى بالسكوت , ان محاولة خلط الاوراق هذه وذر الرماد في العيون من خلال مخالفة ما جاء على لسان الحكومة العراقية لا يمكن ان يفسر الا بتفسير واحد فقط هو انكم شركاء بجريمة الاربعاء تحاولون قدر الامكان خلط الاوراق لدفع التهم الواضحة والجلية عن صاحبكم ولا يمكن تفسير ذلك الا بالدفاع عن القتلة والمجرمين ومحاولة حمايتهم من خلال التأثير على التوافق الشعبي والحكومي الذي تجلى بموافقة الشعب وتشجيعه للحكومة للسير بهذا الاتجاه . ان موضوع الاعتراض على قرار الحكومة بتشكيل محكمة دولية بخصوص اعتداءات الاربعاء الدامي لا اضنها تنبع من حس ديمقراطي يرفع شعار المصلحة العامة وانما هي في مجملها اعتراضات فؤية حزبية طائفية تبتغي التسقيط وتنتهج اسلوب افشال مشاريع الاخر بغض النظر عن المصلحة العامة , واغلب المعترضين ان لم يكن كلهم اغاضهم ما رأوه من التكاتف الشعبي مع قرار الحكومة ورأوه نصرا لرئيس الوزراء نوري المالكي فراح قسم منهم يبرئ ساحة سوريا ويرمي التهمة على دولا غيرها وذهب قسم اخر يعترض على التفرد باتخاذ القرارات بغض النظر عن صوابيتها , انا افهم الديمقراطية بانها سجال بين الحكومة والمعارضة قد يختلف فيها الطرفين الى ما شاء الله ولكن ليس مع وجود خطر وتهديد خارجي فعند هذه النقطة ينسى الجميع خلافاتهم ويرموا بمصالحهم خلف ظهورهم ليتحدوا في مواجهة هذا الخطر ومن لا يفعل ذلك فهو مصطف وحليف للخارج وهو اخطر من الخطر الخارجي .