كثيرون هم الذين يتكلمون بالصداقة ويدعون انهم الممثلون الحقيقيون للصداقة، وانهم هم الذين يجسدونها بكل صورها، وانهم صادقون في مشاعرهم واحاسيسهم تجاه الآخر، لكن الصادقون منهم قليلون!!.. فمنهم من يبحث عن صداقة لغرض قضاء نزوة او شهودة ما.. ومنهم من يبحث عن صداقة لقضاء وقت.. ومنهم من يجعلنا وسيلة لكسب المال ومنهم ومنهم الخ... وهذه الصداقة اكيد زائلة بزوال المسبب لها.
فمثلا لو كانت الصداقة معقودة لغرض قضاء شهوة ما فهي زائلة بزوال تلك الشهوة، او اذا كانت معقودة لغرض كسب المال فهي زائلة بتكشف تلك الاوراق وكلاً يعرف صاحبه.. اذن هذه الصداقة زائلة بزوال العامل المادي وكل شيء يبنى على زيف فعمره قصير.
اما اذا بنيت الصداقة على اساس روحي والروح تسمو على كل المسميات المادية والجسدية هنا تكون صداقة ناجحة لأنها بنيت على المعاني الروحية كالصدق في الكلام والاخلاص في المشاعر والاحساس بالغير وهؤلاء الاشخاص تعني لهم الصداقة الكثير فهي تعني لهم فهم الآخر والإحساس به وتغليب مصلحة الصديق على حب الأنا وحب الذات وفي مراحل متقدمة من هذه الصداقة يصبح الصديق ربما أخ أو أكثر وكما يقال: (رب أخ لك لم تلده أمك)..