أولاً : كيف تعرف الانسان الى ماضي الذين سبقوه ؟
تناقل الانسان ممعارفه الماضية شفاهاً من جيل الى جيل , أي أنه حكى تاريخه وحفظ ما استطاعت ذاكرته البشرية حفظه , وشكل اختراع الكتابة 3200 ق.م , حداً فاصلاً بين ما عرف بعصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية , وذلك لأنها أتاحت امكانية الحفاظ على تجارب الماضي ومعارفه من خلال تسجيل الحوادث , إضافة الى الاساطير والخرافات , وكان التسجيل التاريخي من مهمة الطبقة الحاكمة و رجال الدين .
واستطاع علم الاثار أن يقدم معلومات تاريخية هامة فيما بعد , اعتماداً على ما خلفة الانسان من آثار من خلال الحفريات واللقى الأثرية التي أخبرتنا عن الماضي الانساني بطريقة مباشرة , إضافة الى الروايات المتناقلة .
ثانياً : الحضارات السورية والعراقية والمصرية هي السباقة في تدوين التاريخ .
تطورت الكتابة المسمارية في نهاية الألفية الرابعة ق.م , وكانو يعتمدون على سنوات حكم الملوك في تأريخ الحوادث الرسمية و الشؤون الحياتية الهامة والعامة , كالمعاملات التجارية والأحوال الشخصية والمراسلات والآداب والأساطير وكان ذلك بدافع من العقائد الدينية في الغالب او من رغبات الملوك أو من الحاجات الحياتية الأخرى .
قدمت هذه المنطقة مصادر غنية بالنصوص المكتوبة و الآثار المادية التي زودتنا بمعلومات قيمة عن تاريخنا القديم بما زخرت به بالمدونات والالواح الطينية في سومر ( لاجاش , لارسا ) وفي سورية مثل إبلا ( تل مرديخ ) وماري ( تل الحريري ) و أوغريت (رأس شمرا) وبدأت تتبلور الكتابة التاريخية في القرون الأخيرة ق.م ومن أبرز المؤرخين الكاهن البابلي بيروسوس الذي جمع تاريخ بابل من 3600ق.م حتى حكم الإسكندر .
يتبع ........