دائما يتم اختزال مشكلة الفساد الإداري والمالي والأخلاقي في الاعتقاد بأنة لا يوجد آلافي المفاصل الدنيا أو النازلة من الدولة.وكأن الفساد لايوجد إلا في دوائر الدولة التي يكون فيها الإنسان العراقي على تماس مباشر بها ,أما مؤسسات الدولة العالية او المهمه التي تمثل قمة الهرم السياسي للدولة فتفرض هذه النظرية انها مبراة بنسبة كبيرة من الفساد, بينما العكس تماما هو الصحيح, فلو لم يكن الرأس خاويا ً كما يقال لما حدث كل هذا الاضطراب والخلل في أطراف البدن. فتوجيه النقد الى الموظف الصغير و اختزال المشكل فيه هو من السذاجة والسطحية بمكان , أو هو بمثابة ذر الرماد في العيون لكي لايتوجه النقد إلى رأس المشكل , ولكي يبقى أولئك المتسببون الحقيقيون بالفساد الأكبر في العراق بعيدين عن دائرة النقد والانتقاد.