كان الشعور لدى الجاهليين يرتكز على القبيله في الدرجه الأولى
فهو يحب قبيلته أي وطنه وقومه فهو حب صادق مخلص كريم
وكم من فارس قتل في سبيل بني قوما ودفاعا عنهم وكم من شاعر
جعل همه إعلاء شأن قبيلته التي ينتسب اليها ومن الادلة على شعورهم
بالقبيله حتى حدود التضحيه بالنفس في سبيلها الشاعر عروه بن الورد العبسي
أيـهـلـِكُ مـُعــتـمٌ وزيـد ٌ , ولــم أقـِمْ
على خطـَر ٍ, يوماً, ولي نفسُ مُخطـِر ِ
ومعتم وزيد حيان من أحياء عبس ويقصد بهما الشاعر عبسا ً كلها
على اسلوب الاشارة الى الكل بتسمية البعض وعلى هذا يكون قوله
أتهلك في حياتي قبيلة عبس ولا أخاطر بنفسي دونها وأنا من
يركب الاخطار في سبيل قومه ? ان هذا لن يكون !
ومن شعره ايضااحساسه الغيور الذي تتجسد فيه الوطنيه والانسانيه
وسائلة ٌأين الرحيل وسائل ٍ
وهل يسأل الصعلوك أين مذاهبه
مذاهبه أن الفجاج عريضة ٌ
إذا ظن عنه بالفعال أقاربه
فلا أترك الأخوان ما عشت للردى
كما أنه لايترك الماء شاربه
ولايستضام الدهر جاري ولا أدري
كمن بات تسري للصديق عقاربه
وإن جارتي ألوت رياح ببيتها
تغافلت حتى يستر البيت جانبه
ويقول أيضاً
فراشي فراش الضيف والبيت بيته
ولم يلهني عـنه غــزال ٌ مـُقـّـنـَعُ
أحدثه إن ّ الحديث من القـِرى
وتعلم نفسي أنه سوف يهجع
وهذا عنترة العبسي أحد مفاخر العرب في كل عصر يؤلمه العبسيون ويؤذونه
حتى يحملوه على أن يقول متحسرا ( وأهلي مع الأيام عونا على دمي )
ويصف غدرهم به شاكيا قائلاً
وحولي من دون الأنام عصابة ٌ
توددها يخفى وأضغانها تبدو
وكل قريب ٍ لي بعيد َ مودة ٍ
وكل صديق بين أضلعه حقد ُ
**
بنيت لهم مجدا عظيما مشيدا
فلما تناهى مجدهم هدموا مجدي
يعيبون لوني بالسواد, وإنما
فـِعالـُهـُم بالخبث أسود من جلدي
000
ويتبين ان عنترة الذي لقى من قومه مالقي من ضروب الأذى والإساءه
لاينفك ينجد قبيلته في كل موقف محرج تمـر به ويفخر بها ويحن الى
بذل نفسه في سبيلها ويمدحها دائما ولنقرأ مثلا
لله در بني عبس ٍ , لقد بلغوا
كل الفخار , ونالوا غاية الشرف
ويجاهر هنا بتعلقه بقومه مهما ضيعوه
وأظهر نصح قوم ضيعوني
وإن خانت قلوبهم الودادا
ويعينهم في كل حالاتهم :
إن يـُلحـَقوا أَكـْرُر, وإن يُسْتـَلحموا
أشـْدُد,وإن يـُلفـَوا بـِضـنـكٍ أنـزلِ ِ
ويظل يحميهم حتى آخر لحظة من حياته
وإني لأحمي الجار من كل ذلة
وأفرح بالضيف المقيم وأبهج ُ
وأحمي حمى قومي على طول مدتي
إلى أن يروني في اللفائف أدرج
وهناأود أن أذكر أروع ما قال وعبر عن مثل اخلاقيه بصوره رائعه جدا
فجوروا واطلبوا قتلي وظلمي
وتعـــذيــبـي فــأني لا أمـّـلّ ُ
*
لاتسقني ماء الحياة بذلةٍ
بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل
ماء الحياة بذلـّة ٍ كجهنم ٍ
وجهنم بالعـِزّ ِ أطيب منزل
*
لايحمل الحقد من تعلوا به الرتبُ
ولاينال العلى من طبعه الغضبُ
قد كنت فيما مضى أرعى جمالهم
واليوم أحمي حماهم كلما نكبوا
لئن يعيبوا سوادي فهو لي نسبٌ
يوم النزال إذا ما فاتــنـي النسب ُ
هذا هو الحب والشعور النبيل بالقبيله والوطن
مقتبس مع تصرف بسيط
مع أطيب تحياتي 0