بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
قالت السيدة الزهراء عليها السلام
( وإمامتنا أماناً من الفرقة )
نعم إن الله جل وعلا حينما أنعم علينا بهذا الدين وهو خاتمة الأديان وأكملها جعل لحفظه أناسا معصومين هم عترة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله
أمرنا بمودتهم واتباعهم فيما فيه خيرنا وصلاحنا حتى لا نضل ولا نخزى
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ (59)النساء
فجعل إمامتهم أمانا من الفرقة
فبهم تتوحد الأمة وبهم ترتقي وبهم تسمو وبهم يسود العدل والخير على ربوع هذه الأرض
فهم الهداة المهديين وهم خزائن علم الله وهم الدالون على الله وهم العاملون بأمر الله
فحري بهذه الأمة أن تتمسك بهم وتسلك نهجهم ولا تحيد عنهم طرفة عين أبدا لتتوحد كلمتها ويلتم شعثها ويرتق صدعها وتقوى شوكتها لتكون درعا واقيا لكل من يتربص بهذا الدين شرا وسيفا قاطعا لمن يريد به كيدا
نعم أيها المؤمنون
لو أن هذه الأمة تمسكت بحبل الله المتين وسارت في طريقه المستقيم وركبت سفينة الخير والنجاة لأعزها الله بعزه ولهداها بهديه ولأعطاها ما لم يعطي أحدا من العالمين
فهم عدل القرآن وهم تراجمته
فالقرآن فيه تبيان لكل شيء ولا يمكن لأحد أن يستخرج تلك الكنوز وتلك العلوم إلا ترجمانه
وترجمان القرآن من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله ( وأنا تارك فيكم الثقلين : أولهما كتابالله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي )مسلم ج/2 ص/238
نعم إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد بين في الحديث أن القرآن فيه الهدى والنور وحث على التمسك به
وحيث أن هذا الهدى والنور لا يكون إلا بالتمسك بآله الكرام لأنهم المبينون للأمة كنه ذلك الهدى والنور الذي يحويه القرآن
أمرها بالتمسك بأهل بيته الكرام لتأخذ عنهم علوم القرآن الظاهرة والباطنة لتكون خير أمة أخرجت للناس كما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله
ليت شعري متى تستفيق هذه الأمة من سباتها وتعود إلى رشدها وتتمسك بحبل ربها وترضي نبيها وتغيظ عدوها وتسود على الأمم
نعم سيأتي اليوم الذي تستيقظ فيه من ذلك السبات وتسلك طريق النجاة فيظهر الله بصحوتها وعودتها إلى جادة الحق دينه على الدين كله
لكن متى يكون ذلك ؟
أترك الإجابة لمن له قلب سليم
وأختم حديثي بهذا الدعاء العظيم
اَللّـهُمَّ اِنّا نَشْكُو اِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا
، وكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وقِلَّةَ عَدَدِنا، وشِدّةَ الْفِتَنِ بِنا، وتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وآلِهِ، واَعِنَّا عَلى ذلِكَ بِفَتْح مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ، ونَصْر تُعِزُّهُ، وسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، ورَحْمَة مِنْكَ تَجَلِّلُناها، وعافِيَة مِنْكَ تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين