من كلام الظرفاء
وقال بعض الظرفاء من الكتاب المعاصرين : أُوصًى أكول زميلا له بما ينبغى عليه أن يتبعه فى هذا الشهر الكريم
عاصرا خلاصة أفكاره خالطا بها خبرة السنين الطويلة فقال له :
1- خذ أجازة اضطرارية فى الاسبوع الاخير من شهر شعبان .
2- استأجر سيارة نقل صغيرة او استعيرها اذا كانت ظروفك المادية غير متفقة .
3- انهض مبكرا ثم عليك بالاسواق الجملة والخضار والمواد الغذائية المعلبة والاسواق المركزية (لمن يرغب التمدن) .
4- هنا تظهر براعتك فى انتقاء صنوف الطعام والشراب , وتذكر أن المشروبات هذا العام تأتى فى مرتبة متأخرة بسبب اعتدال الجو فى هذا الشهر الكريم واعلم ان قضيتك الاولى قضية طاقة , تماما كما هي قضية العالم اليوم .
5-اياك ان تأخر الشراء الى الايام الاخيرة فى الاسبوع , واعلم- اشبعك الله - أن اليومين الأخيرينهما للجرد والفحص النهائي التشييك فقط , والا لا تلومن الا نفسك .
6- ابدأ بما تخشى سرعة نفاذه .
وأما أثناء الصيام فاتبع النصائح الاتية :
1- لو دفع لك مال قارون فلا تتحدث بعد صلاة الفجر ولو بإشارة , وانطلق فورا الى الفراش , ولكن لا تركض امشى ببطء فإن القاعدة تقول السرعة تزيد فى استهلاك الطعام اى الوقود
2- عليك اختلاق عشرين عذرا للتأخر على العمل والمدرسة , والمواعيد الصباحية نوعها ورتبها ووزعها على عدد الايام .واذا استطعت ان تأخذ اجازة طويلة طيلة شهر رمضان فأنت لا يعلى عليك
3- احذر من المقبلات والسلاطات فانها تسد النفس ولا تجدى نفعا , ولا يغرنك مظهرها الجذاب فانها سرعان ما تزول وكثيرا ما وهقت الاغبياء فكن كيساً فطناً .
4-عند الافطار اتبع فى ملئ الخزان - اى المعدة - سياسة الخطوة بخطوة مثل محادثات السلام الجارية حاليا , حتى تحمد العاقبة وتتقى شر المراجعة لمستوصف الحى بالطابور الذى لا ينقضى وبالموعد الذى لا يجئ .
5- أما فى السحور فنظرا لاكتمال اللياقة البدنية عند المعدة فلا يضرك ازدراد اللقم ازدراداً ولكن ابق دلو ماء على يمينك , ولاتجعله معترضا لخط التموين - خط التموين اى بين المائدة والفم- .
6-ابتعد عن اى جهد بدنى , ليس خلال النهار فذلك شئ قد فرغ منه وإنما فى الليل أيضا .
7- وحتى لا تفاجأ بطعنة جوع غادرة , ابق جيوبك فى حالة امتلاء دائمة مما خف وزنه وكثر دسمه مثل الفول السودانى والفسدق والكاكاو والقائمة لاتخفى عليكم وكذلك درج المكتب ودرج السيارة .
8- واخيرا ابتعدعن المناظر المثيرة خلال صيامك , مناظر ما لذ وطاب من الطعام والشراب , وإن فاجأك شئ منها فاصرف بصرك حتى لا تصاب بالحسرة.
الطفيليين والطعام
إن قضية الشره والهجوم على الطعام وكأن الانسان لم يرى طعاما قط والاندفاع إليه هى صورة الطفيلى الأكول الشروب, ان هذا الامر مذموما حقا , وقد ذكر بعض العلماء فى مصنفاتهم قصصا عن بعض هؤلاء الطفيليين فى كفية نظرتهم إلى الطعام , انها تعكس حقا ما يوجد من العقد النفسية عند أولئك
فقد ذكر الخطيب البغدادى- رحمه الله- فى كتاب التطفيل
أن بعض الطفيليين مرض فقال له غلامه : أوصنى قال :- الان هذة وصية وصية المرض - قال : من الله عليك بصحة الجسم وكثرة الاكل ودوام الشهوة ونقاء المعدة , ومتعك الله بضرس طحون ومعدة هضوم مع السعة والدعة والامن والعافية .اذا قعدت على مائدة وأعجبك الماء فغصصت بلقمتك فضع يدك اليمنى فوق رأسك كأنك تسوى كمتك فانها تنزل باذن الله اى لاتشرب حتى تملأ المعدة فيفوت عليك الاكل.
واذا قعدت على مائدة وكان موضعك ضيقا فقل للذى بجانبك: يا ابا فلان لعلى قد ضيقت عليك ,فانه يستحى ويتأخر للخلف , ويقول سبحان الله لا والله موضعى واسع فيتسع عليك موضع رجل , ولا تصادفن من الطعام شيئا فترفع يدك عنه , وتقول : لعلى أصادف ما هو أطيب منه , فقال له غلامه زدنى قال اذا وجدت خبزا فيه قلة فكل الحروف , فاذا كان كثيرا فكل الأواسط , ولا تكثر من شرب الماء وانت تأكل فهو يمنعك من الاكل وهذا عين الحماقة , قال : زدنى قال اذا وجدت الطعام فكل منه اكل من لم يره قط وتزود منه زاد من لا يراه ابدا قال , اذا وجدت الطعام فاجعله زادك الى الله