+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: غياب ثقافة النقد عائد إلى أخلاقيات المجتمع المغربي

  1. #1
    فراتي ذهبي منير is on a distinguished road الصورة الرمزية منير
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    الدار البيضاء
    المشاركات
    2,040

    Icon1 غياب ثقافة النقد عائد إلى أخلاقيات المجتمع المغربي

    غياب ثقافة النقد عائد إلى أخلاقيات المجتمع المغربي التي أساسها النزعة التسلطية وليس العقل والمساواة
    > ماهي في نظرك أسباب غياب ثقافة النقد وقبول الانتقاد في مجتمعنا المغربي بدءا من الانسان العادي إلى كبار مسؤولي الدولة؟ >> أظن أن سبب عدم تقبل النقد، وأنا أنظر إلى الموضوع من زاوية الاهتمام بالعلوم الاجتماعية وكذلك بالطبقة السياسية وأفراد السلطة داخل المجتمع من الشرفاء إلى العلماء، يكمن فى أن المنظومات الرمزية التي تتحكم في أخلاقيات المجتمع المغربي أساسها النزعة التسلطية والتراتبية، وليس العقل والمساواة. وفيما يخص التراتبية فهناك من يعتبرون أنفسهم ذوي ماهية أرفع أو أفضل من الآخرين، وهم من فئات الشرفاء وأصحاب السلطة والأغنياء. والأخلاقيات التراتبية تنتشر في كل المجتمع انطلاقا من هذه الفئات المتحكمة التي تمتلك الرأسمال الرمزي والسلطة الرمزية أو المادية، عبر المحاكاة والتقليد. ومن ثمة يبرز ذلك داخل دوائر أوسع في المجتمع، انطلاقا من سطلة ليست بالضرورة سياسية بل أيضا ضمن الخلية البيولوجية ذات الأساس البيولوجي، وهي الأسرة في المجتمع المغربي أو العائلة. فالأب مثلا لايقبل ملاحظات أبنائه بل وحتى زوجته، وهذا العنصر ناتج عن وضعيته النفسية، مما يدفعنا إلى الوقوف عند الأحوال النفسية التي تدفع الشخص إلى ألا يتقبل النقد، حتى ولو كان نقدا معقلنا.. وارتباطا بمسألة التماهي التي تحدث داخل العائلة بين الآباء والأبناء مثلا وبين البنات والأمهات، فإن الأخ الأكبر مثلا لايقبل انتقادات أخيه الأصغر. وقد تصل هذه الأمور بينهم إلى حد العنف، ونلاحظ أنه في العائلات المغربية وفي الفترة العمرية مابين 15 و20 سنة، يكون هناك صراع بين الأخ الذي يأتي بعد الأخ الأكبر حيث يشبه هذا الصراع إلى حد ما مايحدث داخل مجموعات ذئاب، أي لكي يفرض الأخ الأصغر نفسه عليه أن يهزم الأكبر منه وبطريقة يتابعها الجميع وعلى مرأى ومسمع المجموعة (العائلة أو الشارع)، لأنه عندما يشتد عوده، وتبعا للمثال المقدم حول مجموعة الذئاب، فإن الذئب السليل الذي يكون على رأس المجموعة، ومع مرور الزمان وعند اقترابه من العجز، لايمكن للذي يتبعه أن يصبح الفحل الأساسي الذي يمتلك الإناث، إلا إذا انتصر أمام مرأى الجميع على الرأس السابق للمجموعة. ونفس الأمر يحدث داخل الأسر التقليدية، وقد يصل الصراع أحيانا إلى درجة القتل، وهذا مرده دائما إلى الشخصية والتصرف والقيم السلطوية داخل المجتمع المغربي. ويمكن أن نعمم هذا التحليل على المجموعات الاجتماعية الأخرى كالقبيلة والعشيرة والمنظمة الإدارية، وهي مجموعة الأفراد الذين لايقبلون النقد لأن أساس العلاقة بداخلها هي إما السلطة التقليدية ذات الأساس الديني مثلا أو القبلية أو الكاريزمية أو القوة المادية أو المالية. > ماهي مظاهر استشراء هذه الظاهرة بين الأفراد ومؤسسات المجتمع؟ >> مثلا مدونة الأسرة السابقة والتي خرجت للوجود سنة 1957 وتعتبر من صلب الشرع، كان يظهر فيها إعطاء مشروعية قانونية والأساس الشرعي والديني لتسلطية الرجل على المرأة. ونفس الشيء في نظامنا السياسي من خلال الدستور الذي يحدد دسترة الطبيعة التسلطية للمؤسسة الملكية التي كانت في الأول تمارس نتيجة لطبيعة ميزان القوى السائد مابين القبائل والمنظومة السلطانية ، غير أنها بعد ذلك أصبحت مدسترة، فما نراه في الخلية البيولوجية ذات الأساسي البيولوجي والاجتماعي والثقافي الذي هو الأسرة، نراه أيضا في النسق المركزي داخل المجتمع المغربي من خلال المخزن والإدارة المخزنية. فالذي يصدر أوامر لاتنبني على تراتبية ذات معايير عقلانية، داخل إدارة ذات أهداف إنتاجية وتنطيمية يتعود على إصدار أوامر داخل تراتبية مخالفة للمعايير العقلانية (السلطة السياسية)، وهو يميل إلي أن تبقى هذه التراتبية قائمة في كل آن وحين، لأنه يتخوف من أي مس بها لأنها تضمن له نوعا من الحظوة في العلاقة التي تجمعه بالآخرين. إذن ليست هناك قاعدة مكتوبة يمكن الرجوع إليها، فمن بين أسس هذه العلاقة التراتبية التي لايقبل بها النقد من الأسفل إلى الأعلى، هناك تلك التي تعود إلى مصدر نفسي. وكما نعلم، فإن هذا المصدر هش ويمكن في أي وقت أن ينكسر، فإذا تعددت الانتقادات غير المؤطرة قانونيا أو في إطار الحداثة، فإنها تزيد من احتمالات الانكسار. وقد يكون عدم تقبل النقد مرتبطا بالطبيعة والهوية النفسية للشخص، ولدينا في المغرب تضخم للنرجسية وعشق الذات، وهذا لايوجد في المجتمع المغربي فقط بل في كل المجتمعات، خاصة تلك التي لم تصل بعد إلى درجة معينة من الحداثة التي يكون فيها الشخص حرا، وتكون لديه نفس القيمة التي لكل الأشخاص، كما هو الحال في المجتمعات الأوروبية، أي أن هذه النرجسية تدفع الشخص إلى أن يتخذ من ذاته موضوعا لعشقه. وكما نعلم، فإن العاشق لايحب أن يمس المعشوق، وهنا لايمكن أن يكون موضوعيا. وهذه الأمزجة توجد كثيرا في المغرب، وتظهر بوضوح كبير في أوساط أجهزة السلطة والأمن لسببين أساسيين، وهما أن النسق العام يساعد على ذلك، فالقانون ليس حاضرا دوما في علاقة السلطة بالمواطن...). > ماهي الآليات والمنظومات الفكرية والسياسية التي من شأنها مقاومة هذه الثقافة والتخفيف من نتائجها داخل المجتمع؟ >> ليست المشكلة في الآليات، بل المشكل في كون المجتمع المغربي لازال لم يصل بعد إلى مستوى من الحداثة، والتي لاتتجاوز 15 أو20 في المائة من المجتمع، وإذا توقفنا عند ما يقوم به السوسيولوجيون من أبحاث، نجد أنهم يصنفون الدين أولا ثم المال ثم العائلة والسلطة في تحديد هذه المنظومة. إنك تحظى بالاحترام في المجتمع المغربي لأنك رجل سلطة، سواء كنت سيئا أو حسنا، ولاينظر إلى الغني كيف جمع المال، وإنما يُحترم ولديه قيمة وكل الناس يبجلونه لما هو عليه. أعتبر أن التحديث القيمي يبدأ من المدرسة التي أساسها العلوم الاجتماعية والنفسية، ففي الجامعات المغربية فقد عوضت العلوم الاجتماعية لسنوات بالدراسات الإسلامية، لأن هذه الأخيرة تؤكد على القيم التقليدية التي تساير النظام، فالتقاليد في نظر مهندسي هذا التوجه هي الأساس الايديولوجي الأول، وهم يعتبرون أن كل ما يخالف ذلك فإنه يشكل خطرا إيديولوجيا على النظام السياسي، لذلك تراجعت العلوم الاجتماعية. وفي نظري وللتحديث لابد من الانطلاق من تحديث المنظومة القيمية، غير أن المشكل يكمن في أنه إذا كان تحديث الآليات السياسية يتطلب خمس سنوات، فإن التحديث القيمي يحتاج إلى جيل بأكمله. > من موقع اهتماماتكم النظرية والميدانية هل تلامسون فعلا اشتغالا جديا من لدن المؤسسات والنخب الفكرية على هذه الظاهرة؟ >> لنأخذ النقد على المستوى المركزي، الذي ليس هو الشتم بل هو النظر إلى تصرف ما أو ظاهرة ما وتمحيصها وإظهار عيوبها ومحاسنها.. غير أنه في مجتمعنا المغربي حتى هذا النقد وطيلة فترة حكم الحسن الثاني لم يكن مسموحا به، حتى ولو كان مجرد تمحيص في مسائل لا تلحق ضررا أو قذفا، والناس الذين يقدمون على ذلك في الصحافة مسجلون لدى أجهزة الاستخبارات، ويعتبرونهم أشخاصا زائغين بالرغم من أنهم لايشتمون ولايقذفون، ولايقولون شيئا يلحق إهانة بكرامة رئيس الدولة، ولكن يعتبرون أناسا منشقين، ومادام رئيس الدولة لايقبل الانتقاد، فإن رب العائلة هو الآخر لايقبله. خصوصا أن وسائل الإعلام بدأت تدخل النظام السياسي، إلى كل الخلايا سواء الأسرة أو المدرسة، و ذلك يمتن الترابط بين المؤسستين المركزية والقاعدية، ويدل ذلك على أننا نمشي ببطء شديد في تجاه الحداثة. ومقارنة بين المؤسسات المبنية على تراتبية تقليدية وعقلانية، نجد مثلا أنه رغم كل الانتقادات التي توجه للأحزاب فإنها تعرف نسبة من النقد أكثر مما هو عليه مثلا في خلية الأسرة رغم وجود علاقة سلطوية بين الرئيس والمرؤوس، إلا أنها تعتبر تراتبية عقلانية، أي أن هناك هدفا للوصول إلى إنتاجية سياسية لتلك المجموعة الاجتماعية التي تسمى الحزب، كذلك الأمر في المنظومات الإدارية الحديثة التي ينظم بها النقد والنقد المتبادل، داخل مجالس الادارة والاجتماعات الدورية، خلافا لما هو مسجل في المقاولة العائلية.

  2. #2
    المجاهد abdooooo is on a distinguished road الصورة الرمزية abdooooo
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    ivano-frankivsk
    المشاركات
    2,000

    افتراضي رد: غياب ثقافة النقد عائد إلى أخلاقيات المجتمع المغربي

    بعد الحياة موت سنرى كيف ينقولون سلطتهم معهم

    صبرا

  3. #3
    فراتي ذهبي منير is on a distinguished road الصورة الرمزية منير
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    الدار البيضاء
    المشاركات
    2,040

    افتراضي رد: غياب ثقافة النقد عائد إلى أخلاقيات المجتمع المغربي

    معك حق اخي عبدو
    وشكرا على المرور

  4. #4
    اميرة الورود اميرة الورد is on a distinguished road الصورة الرمزية اميرة الورد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    الامارات
    المشاركات
    2,600

    افتراضي رد: غياب ثقافة النقد عائد إلى أخلاقيات المجتمع المغربي

    موضوع جميل شكرا تقبل تحياتي

  5. #5
    فراتي ذهبي منير is on a distinguished road الصورة الرمزية منير
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    الدار البيضاء
    المشاركات
    2,040

    افتراضي رد: غياب ثقافة النقد عائد إلى أخلاقيات المجتمع المغربي

    العفو اختي اميرة الورد
    و شكرا على مرورك

  6. #6
    عضو مشارك SaRmAd.AliRaQi is on a distinguished road الصورة الرمزية SaRmAd.AliRaQi
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    251

    افتراضي رد: غياب ثقافة النقد عائد إلى أخلاقيات المجتمع المغربي

    عاشت ايدك موضوع رائع

    تقبل مروري

  7. #7
    فراتي ذهبي منير is on a distinguished road الصورة الرمزية منير
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    الدار البيضاء
    المشاركات
    2,040

    افتراضي رد: غياب ثقافة النقد عائد إلى أخلاقيات المجتمع المغربي

    شكرا على مرورك اخي SaRmAd.AliRaQi

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك