السلام عليكم جميعا اخوه واخوات احببت ان اضع هذا الموضوع بين ايديكم وياحبذا المشاركه من قبل الجميع لكي نصل من خلال الآراء المطروحه والنقاشات الى احسن المستويات ونخرج بنتيجه نعتمدها انشاءالله بموضوع النقد*

النقد: هو وضع اليد على مواطن الخلل
سواء في القصيده- القصه- الروايه او الرسم والاعمال الاخرى ولايستثنى من ذلك اي عمل صغيرا كان ام كبيرا حتى ان الرؤساء والوزراء وأصحاب المناصب الرفيعه لديهم مستشارين في اغلب المجالات التي تدخل ضمن اطار عملهم ومهمة هؤلاء هي دراسة الموضوع او المقترح او البرنامج السياسي او الاجتماعي واستخراج مواطن الخلل وعلاجها وسد الثغرات التي تكون عرضه للنقد من قبل الطرف الاخر ومن ثم ظهورها على انها برنامج متكامل مدروس من كل الجوانبومع هذا هناك من يدرس تلك البرامج بصوره اخرى ويقع على مواطن خلل اخرى فاتت على البعض ومنهم المستشارين وهذا يعتمد كله على الخبره التي يمتلكها الناقد او المتفحص لذلك يكون النقد على درجات *
اما بالنسبه الى النقد الادبي يجب ان يكون الناقد فيه ذو خبره ومعرفه تامه وعلى مستوى عالي من التحليل لانه باعتقادي ان قراءة القصيده وتحليلها ونقدها هي قراءه لروح الشاعر بغض النظر عن موضوع القصيده (والحديث هنا عن القصيده الوجدانيه) (علما ان القصيده الحسينيه يجب ان تكون مدروسه بشكل جيد جدا قبل النشر لانها تحمل قضيه وثأر ودماء مازلنا نطالب بها ) لذلك يجب احترام شخصية الشاعر قبل البدء بكل شيء لانه لم يسمى شاعر او شاعره لولا وجود تلك الاحاسيس والمشاعر الجياشه التي تغلي بيت الاحشاء لذا على الناقد ان يتعرض للقصيده وليس الى شاعرها وان يدرس ابيات القصيده بيت بعد اخر دراسه يجب ان لاتكون سطحيه بل معمقه ويتابع من خلالها وحدة الموضوع وشدة تماسكه وارتباط اجزاءه بعضها بالبعض الاخر والنظر الى المفرده ان كانت في الحشو او العروض والضرب والنظر الى صورة المفرده من حيث المكان المناسب لها حتى تشد من قوة البيت وتؤدي الغرض المطلوب لان ضعف المفرده يؤدي الى ضعف البيت وهذا يؤدي بدوره الى ضعف القصيده*
هذا من ناحيه ومن ناحيه اخرى يجب ان يكون الناقد متمكن من الاوزان لبحور الشعر الشعبي حتى يضع اليد بسهوله على موضع الخطأ
في البيت ويشير اليه بدليل القواعد المتبعه للاوزان وليس بدليل القياس او مايسمى بالاذن الموسيقيه لان القياس عندنا لايعتبر صحيح الا اذا كان هناك اتحاد للعله وهذا لايتحقق بالنسبه للشعر بل في مجالات اخرى*
ولكن السؤال هنا
هل هناك شاعر يقبل النقد؟في موضوع القصيده او المفرده او الوزن
ثم كيف للشاعر ان يقبل النقد وهو لايعرف الاوزان؟
لانه يعتمد الاذن الموسيقيه التي لاتتجاوز نسبة الصح فيها خمسين بالمئه او اقل في حين ان نسبة الصح لمن يستخدم قواعد الاوزان بصوره صحيحه تكون مئه بالمئه
*
اذن ماهو الحل لقبول الشاعر للنقد اذا لم يكن قد درس وتعلم الاوزان؟
نعم كل هذا مقبول اذا كان الشاعر يستطيع التنازل عن الذات ويتناسى الكبرياء والعنفه الفارغه بحيث يكون مستمع جيد لمن يريد به النهوض الى احسن المستويات ****
ومالفت انتباهي من خلال قراءاتي بالنت ان بعض الشعراء يتشبثون بهذا القول (رحم الله من اهدى اليّ عيوبي) والحقيقه ان الاخطاء في الشعر لاتسمى عيوب بل عدم معرفه ناتج عن تقصير والعيوب انما تكون في الخلقه او مختلقه وعيوب الخلقه لااعتراض عليها لان الكمال لله ولايوجد فينا انسان كامل متكامل اما المختلقه فهي من صنع الانسان كأن تقول لشخص أنفك اعوج او كذا مظهرك او انك طويل وصاحبك قصير جدا بحيث كلاكما يشكل الرقم عشره والمقصود من هذا هو الاستهزاء والسخريه والانتقاص من قدر المقابل متناسيا ان الاخر له لسان ويستطيع ان يجيب بأوسخ الكلمات وأقذرها لذلك فالعيب الثاني المختلق هو المشار اليه في القول على مااعتقد وانا لست بمفسر لهذا القول ولكن ظاهره يبدو لي هكذا لانه من غير الممكن ان تشير اليّه بعيب من العيوب هو في الخلقه اساسا لذا انا ارى ان هذا القول لايختص بالادب او الفن لان هناك تقصير وعدم معرفه ليس الا وهذا لايعتبر عيب من العيوب حتى يهدى اليّه او يشار به عليّ حتى اكون على معرفه به بل هذا تقصير يتلاشى من خلال الدراسه والتعليم وهذا التقصير يشير اليه النقد اذن فالنقد ليس عيب *
والعيب هو عندما اقول ان فلان من الناس انسان طيب وجيد الا ان عيبه الوحيد هو شرب الخمر مثلا نعم هذا يعتبر عيب مختلق لانه من صنع الانسان اي ان الانسان هو من لصق هذا العيب الى نفسه اضافة الى مابه من عيوب الخلقه التي لايجب ان يعاب عليها في حين ان شرب الخمر عيب من العيوب التي يمكن الاشاره اليها حتى يتخلص منها الانسان بالانتهاء عن تناول الخمر اما عدم المعرفه والتقصير فعلاجهما الدراسه والاطلاع والقراءه المستمره وهذه تؤدي الى نتائج طيبه ومقبوله تعصم الانسان من الخطأ بنسبه عاليه جدا وتغلق الباب امام النقد الهدّام الذي يحاول البعض من خلاله التقليل من قيمة القصيده والبعض الاخر يقلل من قيمة القصيده دون معرفه ظنا منه انه ناقد متمكن ويمتلك ادوات النقد والشاعر في الحقيقه يستفاد من كلا النقدين على حد سواء
****
لذلك انصح كل اخواني وانصح نفسي بتقبل النقد ودراسة الاوزان وياحبذا ان يكون لكل شاعر ناقد خاص به اضافة الى النقد المعلن امام الجمهور حتى يستفاد منه اكبر عدد ممكن من الشعراء وحتى النقاد يستفاد منه لما قد يخفى عليهم وحتى يكون خالي من المجامله على حساب الادب *

بما ان لكل بناء قواعد وأساسات يرتكز عليها فكذلك الشعر له قواعد وأساسات يقوم عليها منها الوزن ومنها النقد الذي يجعل بناء القصيده يرتفع بصوره سليمه اذا ماكان الوزن راكزا وصحيحا *
ملاحظه: كلامي هذا موجه الى الاخوه الشعراء الذين يظنون بقرارة انفسهم بأنهم شعراء ووصلوا الى مرتبه جيده في مجال الشعر عليهم ان يقبلوا النقد وان لاتضيق صدورهم لانه ينفعهم ولايضرهم اطلاقا اما الهواة ممن يكتبون الشعر فعليهم ان يضعوا هذا الموضوع نصب اعينهم ان هم ارادا ان يصلوا الى مرتبة الشعراء
وان يكون لهم مستقبل جيد في الشعر
*****************
اخوكم سعد الياسري
2010/3/31 الاربعاء