الغني والفقير
إن الغنى والفقر مسألة نسبية تتغير في مفهومها وفقا لمعايير متعددة منها المادة والعقل والدين والمنطق والقناعة.
فالمادة هي المعيار الرئيس لمفهوم الغنى والفقر فالذي يملك الكثير من المال هو الغني والذي يملك القليل هو الفقير وسوف أتناول في موضوعي هذا المعيار للغنى والفقر .
الغني ................ والناس
إذا أقبل الغني استقبله الناس وهرع إليه القاصي والداني بالتهليل والترحيب والبشاشة والابتسام والعبارات الجميلة والمنمقة فإذا ابتسم ابتسم له الجميع وإذا تحدث أنصتوا له خاشعين وإذا قال دعابة (وان كانت باهتة )ضحكوا من أعماقهم وكل الصفات السيئة فيه يرونها حسنة .
فإذا كان مهذارا قالوا أنه متحدث بليغ
وإذا كان متهورا قالوا أنه شجاع
وإذا كان جبانا قالوا أنه حليم
وإذا كان بخيلا قالوا أنه مقتصد
الفقير ............... والناس
إذا أقبل الفقير أعرضت عنه الناس وكأنه أقبل ليستعطي منهم أو ليشاركهم في أموالهم فإذا ابتسم كره الناس ابتسامته وإذا ضحك استهجنوا ضحكته وإذا تحدث لم يستمعوا إلى حديثه وأعرضوا عنه وهم يتحدثون فيما بينهم ويلمزونه بالقول فإذا جلس بينهم استثقلوا وجوده وإذا فارقهم لم يذكروه وإذا صنعوا وليمة لايدعونه إليها وكل صفاته الحسنة يرونها قبيحة.
فإذا كان متحدثا بليغا قالوا أنه مهذار
وإذا كان شجاعا قالوا أنه متهور
وإذا كان حليما قالوا انه جبان
وإذا كان كريما قالو أنه مبذر
وقد قال الأمام علي (عليه السلام )
((ماجمع مال إلا عن بخل أو حرام ))
وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم )
((انّ الله فرض على الأغنياء ما يكفي الفقراء فأن جاع الفقراء كان حقيقا على الله أن يحاسب أغنياؤهم ويكبهم على وجوههم في نار جهنم وبئس المصير))
فالإسلام هو أول المنظّرين للتكافل الاجتماعي ولو يطبق الإسلام لما كان هناك غني أو فقير وذالك بإجراء الخمس والزكاة فالغرب لايزالون يمجدون بالمدعو (روبن هود )وهو لص يسرق من الأغنياء ويعطي الفقراء أما نحن فلا يزال الكثير من المسلمين يشككون بالخمس باعتبار أن آية الخمس تختص بغنائم الحروب فقط