من هدي الإمام الصادق عليه السلام في الجانب الاجتماعي.
كان الإمام الصادق عليه السلام يولي اهتماما بميول أصحابه و رغباتهم, ويعمل على تنميتها و توجيهيها في نفس الوجهة التي يحبها هؤلاء الأصحاب رضوان الله عليهم.
لمس عليه السلام الميل الفقهي لدى زرارة بن أعين و لدى محمد بن مسلم ولدى يونس بن عبد الرحمن, فعمل على تنمية الجانب الفقهي لديهم, و شرح لهم أسس الاستباط التي تمنكنهم من فهم الحكم الشرعي من خلال الأداة الشرعية, ثم أمرهم بأن يجلسوا ليفتوا الناس.
وكان لدى صنف آخر من أصحابه عليه السلام ميلا نحو الجانب العقائدي و حب المناظرة معه أهل المذاهب الأخرى, مثل هشام بن الحكم و مؤمن الطاق, فعمل عليه السلام على تهيئتهم تهيئة تتناسب مع ميولهم و زودهم بالمعارف العقائدية التي يحتاجونها.
كما لمس عليه السلام في صنف ثالث ميلا نحو علوم غير شرعية مثل جابر بن حيان, الذي كان شغوفا بعلم الكيمياء, فعمل عليه السلام على تنمية الجانب العلمي لدى جابر بعد أن زوده بالحد الأدنى من المعارف الدينية التي لا غنى عنها.
إضاءة :
ينبغي لنا أن نستفيد هذا الدرس من الإمام الصادق عليه السلام, فينبغي لنا أن نوجه من هم تحت رعايتنا توجيها يتناسب مع ميولهم, لأن ذلك يدفعهم للإبداع و التألق.
ومن التطبيقات العملية في هذا الجانب أن لا نجبر أبناءنا على اختيار القسم العلمي في الثانوية عند عدم وجود رغبة أو ميل لديهم نحو الجانب العلمي.
نجد بعض الآباء يضغط على الأبناء بأن يختاروا القسم العلمي, مع أن ميولهم أدبية, وفي هذه الحال يكون الفشل هو النتيجة, لأن الطالب ذهب إلى ذلك القسم ليس عن اختيار بل استجابة لضغط الأسرة.