*******************
****************************
وصف تام للجنة ونعيمها
****************
***************************
*******************
وما ذاك إلا غَيْــــــــــــرَةٌ أن ينالها ********* سوى كُفئِها ، والربُّ بالخلق أعلمُ
وإن حُجِبَتْ عنا بكل كريـــــــــهةٍ ********** وحُفَّتْ بما يؤذي النفوس ، ويؤلِــــمُ
[ مَسَرَّات النعيم ]
فللَّهِ ما في حشوها من مَسَـــــــــرَّةٍ *********** وأصناف لذَّات بها يُتَنَعَــــــــــــــــــــمُ
ولله بَرْدُ العيش من خيامهــــــــا ******* ***** وروضاتها ، والثغر في الروض يَبْسَمُ
ولله واديها الذي هو موعــــــــــدُ ************ المَزيَدِ لوفد الحب ، لو كنت منهـــم
بِذّيَّالك الوادي يهيم صبابةً **************** مُحِبٌ يرى أنَّ الصبابة مغنــــــــــــمُ
ولله أفرح المحبين عندما ********************* يخاطبهم من فوقهم ، ويُسَــــــلِّمُ
[ رؤية وجه الله الكريم ]
ولله أبصارٌ ترى الله جهـــــــرةً **************** فلا الضيم يَغْشاها ، ولا هي تَسْأمُ
فيا نظرةً أهدت إلى الوجه نظـــــــرةً ********* أمن بعدها يسلو المحب المتــــــــــــيم
[ وصف الحور العين ]
ولله كم من خيرة أن تبسمــــــتْ ********* أضاء لها نورٌ من الفجر أعظَـــــــــــــــــــمُ
فيا لذة الأبصار إن هي أقبلت ******* ويا لذة الأسماع حين تَكـــــــــــــــــــــــــــــــــــلَّمُ
ويا خجلةُ الغصنِ الرَّطيب إذا انثَنَتْ ******* ويا خجلة الفجرين حين تَبَسَـــــــــــــــــــــمُ
فإن كنــــت ذا قلب عليل بحبـــــــها ***** فَلَم يبق وصلها لك إلا مَــــــــــــــــــــــــــرْهَمُ
ولا سيما في لثمها عند ضمِّهـــــا ****** وقد صار منها تحت جِيدك مِعصَـــــــــــــــــــمُ
تراه إذا أبدت له حسن وجهها ******* يَلَذُّ به قبل الوصال ، وينعــــــــــــــــــــــــــــــــم
تَفَكَّه فيها العين عند اجتلائهـــــــــا ******* فواكه شتى ، طَلعُها ليس يُعـــــــــــــــــــــدّمُ
عناقيد من كرم ، وتُفاح جنـــــــــةٍ ****** ورمان أغصانٍ به القلب مُغــــــــــــــــــــــرَمُ
وللورد ما قد ألبسته خُدودُها ****** وللخَمْرِ ما قد ضَمَّه الرِّيقُ ، والفـــــــــــــــــــــــــــمُ
تَقَسَّمَ فيها الحُسنُ في جمع واحـــــدٍ ****** فيا عجباً من واحدٍ يَتَقَسَّــــــــــــــــــــــــــــــمُ
لها فِرَقٌ شَتَّى من الحُسْنِ أجمِعَتْ ******* بجملتها ، إن السُّلُوَّ مُحَـــــــــــــــــــــــــــــرَّمُ
تُذَكَّرُ بالرحمن من هو ناظــــــــــــــرٌ **** فينطق بالتسبيح لا يتلعثَـــــــــــــــــــــــــــــــمُ
إذا قابلتَ جيش الهمومِ بوجهها ***** تَوَلَّى على أعقابه الجيشُ يُـــــــــــــــــــــــــــــــهزَمُ
ولما جرى ماء الشباب بغصنهـــــــــــــا ***** تَيَّقَنَ حقاً أنه ليس يَهْــــــــــــــــــــــــــــرمُ
[ مهر الحور العين ]
فَيَا خاطب الحسناء إن كنت راغبــــــــاً ****** فهذا زمانُ المهر فهو المقـــــــــــــــــــدَّمُ
وكن مبغضا للخائنات بحبهــــــــــــــا ****** فَتَحظى بها من دونهنَّ وتَنْعَـــــــــــــــــمُ
وكن أيِّماً ممكن سواها فإنَّهــــــــــــــــا ***** لمثلك في جنات عدنٍ تَاَيَّــــــــــــــــــــــــــمُ
وَصُمَّ يومك الأدنى لعلك في غـــــــــــــدٍ *** تَفُوزُ بعيد الفطر ، والناس صُـــــــــــــــــوَّمُ
وأقدِمْ ولا تَقنَعْ بعيش مُنغَّـــــــــــــصٍ ******* فما فاز باللذَّات من ليس يُقَـــــــــــــــــدِّمُ
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرهــــــــــــا ***** ولم يكُ فيها منزلٌ لك يُعلَـــــــــــــــــــــــمُ
فَحيِّ على جنَّاتِ عدنٍ فإنهـــــــــــــــــــا ****** منازلك الأُولى وفيها المُخيَّــــــــــــــــمُ
ولكننا سَبيُ العـــــــــــدوِّ فهل تـــــــــرى ****** نعود إلى أوطاننا ونُسّلــــــــــــــــــــــمُ
وقد زعمو أنَّ الغريب إذا نـــــــــــــــأى ******* وشَطَّت به أوطانهُ فهو مُغـــــــــــــــرَمُ
وأيُّ اغترابٍ فوق غــــــربتنا التـــــــــي ****** لها أضحَتِ الأعداءُ فينا تحكَّـــــــــــــــمُ
وحيَّ على السوق الذي فيه يلتقــــــــــي ***** المجنونُ ذاك السوق للناس مُعَلِّــــــــــــمُ
فما شئت خذ منه بلا ثـــــمن لـــــــــهُ *********** فقد أسلفَ التجارُ فيه وأسلمـــــــوا
وحيَّ على يوم المزيد الـــــــــــــذي به ******* زيارة رب العرش ، فاليوم موســــــــــمُ
وحيَّ على وادٍ هـــنالك أفيّـــــــــــحٍ ********* وتربته من أذفــر المســـــــك أعظــــمُ
منابرَ من نورٍ هناك وفضـــــــــــــةٍ ********* ومن خالص العقيانِ لا يتقصـــــــــــــمُ
وكثبان مسكٍ قد جُعلنَ مَقَاعـــــداً *********** لمنْ دون أصـــحاب المنابر تُعلَــــــــمُ
[ تجلي رب العزة لهم ومخاطبته إياهم ]
فبينا هم في عيشهم وسرورهـــــــــــــم ********* وأرزاقهم تجري عليهم وتُقسَــــــــــمُ
اذا هم بنورٍ ساطعٍ أشرقت لــــــــــــــهُ ******* بأقطارها الجنَّاتُ لا يُتَوَهَّـــــــــــــــــــمُ
تَجَّلى لهم ربُّ السمواتِ جهـــــــــــــــــــــرةً ***** فيضحكُ ربُّ العرشِ ثمَّ يُكَلِّـــــــــــــمُ
سلامٌ عليكم يسمعون َ جميعهـــــــــــــــم **** بآذانهم تسليمُهُ إذا يُسَلِّــــــــــــــــــــــــــــــمُ
يقولُ : سَلُوني ما اشتهيتم فكلُّ مـــــــــــــــا **** تريدون عندي ، إنني أنا أرحَــــــــــــــمُ
فقالوا جميعاً : نحنُ نسألُكَ الرِّضـــــــــــــا *** فأنت ، الذي تُولِي الجميلَ وترحــــــــــــــمُ
فيعطيهم هذا ، ويشهدُ جَمْعُهــــــــــــــــم ****** عليه ، تعالى الله فاللهُ أكــــــــــــــــــــرَمُ
**************
فيا بائعاً هذا بِبَخْسٍ مُعَجِّـــــــــــــــــــــــــــلٍ *** كأنك لا تدري ، بلى سوف تعلــــــــــــــمُ
فإن كنت لا تدري فـــــتلك مصيبــــــــــــــةٌ **** وإن كنتً تدري فالصيبةُ أعظَــــــــــمُ