يمثل 16 مارس 2011 الذكرى السنوية الثالثة والعشرين للإبادة الجماعية بالاسلحة الكيمياوية في حلبجة. أصدر صدام حسين أوامره في هذه العملية الوحشية والتي كانت جزءا من عمليات الانفال سيئة الصيت ، من قبل صدام حسين ونفذها ابن عمه علي حسن المجيد (سمي في وقت لاحق علي الكيماوي) والموالين له من الجيش في 16 مارس 1988 ، وذلك باستخدام الأسلحة الكيمياوية المحظورة ضد الكورد العزل.
أدت حملات الانفال الى قتل الآلاف من الأطفال والنساء والرجال بوحشية ، بعض النساء اغتصبت ثم قتلت. واختفت عشرات الالاف من الناس الى حد هذه اللحظة, ومنهم من دفنوا أحياءا في صحراء السماوة جنوب العراق ومن النساء من بعن كعبيد.
لقد لعب الشعب الكردي دورا رياديا في حركات التحرير والتحرر في العراق. واظطروا الى اللجوء إلى الكفاح المسلح ، بعد ان تأكد لهم عدم جدوى الوسائل السلمية لإحداث التغييرات السياسية المرجوة ، فحملوا اسلحتهم وقاتلوا جنبا مع اخوانهم العراقيين العرب ضد الحكومات العراقية المستبدة المتعاقبة.
لذلك فقد أعرب قادة المجتمع ورجال الدين والمثقفين والشعراء العرب على مر التاريخ العراقي الحديث اعربوا عن دعمهم للقضية الكوردية وأبدوا تضامنا مع مواطنيهم الكورد العراقيين ضد الطغاة من الحكام العراقيين من خلال نتاجاتهم الفكرية والادبية .
كما وثقت ادوار القادة الكورد في ثورات التحرر في العراق كالقائدين الكورديين العراقيين الشيخ محمود الحفيد البرزنجي وجودت الايوبي والذان كانت لهما مساهمة هائلة في الثورة العربية ضد العثمانين و ثورة ال20 ضد الاحتلال البريطاني للعراق والتي انطلقت شرارتها في جنوب العراق (مدينة الرميثة / محافظة المثنى).
لذا فقد صار التعايش العربي الكوردي في العراق من اهم علامات التماسك والتسامح الاجتماعي العراقي في العراق.
في ضوء تكثيف الجهود لتسوية مشكلة المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد بعد عام 2003 ، بدأنا نسمع الكثيرمن تبادل الاتهامات والعبارات العدائية التي تفتقر الى الحس الوطنية من بعض العراقيين العرب والاكراد ضد بعضهما البعض.
كعراقيين عرب ، يجب علينا أن نضع في اعتبارنا دائما تاريخ من التلاحم الوطني المشرق بين الجماعات العرقية في العراق ، خصوصا العلاقة بين العراقيين العرب والاكراد ، في كل مرة نجد أنفسنا مضطرين للتعليق او ابداء الراي حول الخلافات التي تحصل بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان.
كذلك يجب أن نكون أكثر تعاطفا مع الكوراد العراقيين لما ارتكب بحقهم من مجازر واظطهاد دام لعشرات السنين والامتناع عن التشكيك في مدى عدالة أو دستورية المطالب الكوردية.