لا يخفى على احد ان تنظيم القاعدة الارهابي لا يزال يعمل بلا هوادة من اجل تحطيم العراق و تفتيت و حدته حتى لو كان الثمن هو اراقة دماء العراقيين جميعا, القاعدة استهدفت العراقيين جميعا على اختلاف طوائفهم فحقدهم الاسود على العراقيين لا يعرف حدود و الجميع يعرف بان القاعدة قد غيرت استراتيجيتها بعد فشلها في اشعال الحرب الاهلية في العراق و هي الان تقوم بمهاجمة موظفي الدولة من شرطة و قضائيين في محاولة لاستهداف رموز سلطة القانون و خلق انطباع بوجود فوضى في البلد.
فقد اعلن تنظيم "دولة العراق الاسلامية" المرتبط بتنظيم "القاعدة" في العراق مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت الاسبوع الماضي في بغداد وديالى التي استهدفت قضاة عراقيين وراح ضحيتها قاضيان و أصيب ستة اخرين وقال التنظيم في بيان نشر على الانترنت "بتوجيه من وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية ,قامت المفارز الأمنية بصولة منسقة على مجموعة من رؤوس الكفر في سلك القضاء المجرم. وقد انطلقت الغزوة المباركة مع بداية شهر (رمضان) حيث تم حتى الآن استهداف اثني عشر قاضيا من أكابر المجرمين في بغداد وغيرها."
مما لا شك فيه ان بلدنا يمر باصعب مرحلة في تاريخه المعاصر, حيث تكالبت على العراق جميع العصابات الارهابية العاملة وفق اجندات مختلفة و المدعومة من دول الجوار او شراذم القاعدة من اجل تحطيم الحلم العراقي الذي بداء يتحقق, وبدات معه بوادر توجه العراق نحو الاستقرار الامني و التطور الاقتصادي و هو الامر الذي اغاض هذه العصابات الارهابية لكون العراقيين قد بدواء يميزون بين من يريد الخير للعراق و بين من يريد تحطيم هذا البلد الذي عانى الويلات ,حتى القلة القليلة التي خدعت في البداية باهداف و اكاذيب الارهابين قد فهمت حقيقة الامر و بداء بالتخلي عنهم.
لاحظنا جميعا التصعيد الاجرامي المتمثل في التفجبرات الارهابية التي عمت انحاء البلد و التي تهدف لاضعاف ثقة العراقيين بقدرتهم على تكوين حكومة ديمقراطية, باعتقادي ان على العراق الاستفادة من تجارب الامم التي مرت بظروف مشابهة ثم محاولة تطبيقها في العراق و لكن الاهم من ذلك علينا ان ننمي الحس الوطني و الشعور بالمسؤولية بين جميع فئات الشعب العراقي , فالعراق هو بلدنا الذي تعيش فيه جميع عوائلنا واحبابنا, لذلك فان حماية امنه و امن شعبه هو واجب علينا جميعا, فلا يجب على اي منا ان يتنصل من المسؤولية, ان سلامة و امن العراقيين هو اختصاصنا و اهم واجب لان الذين يقتلون هم ابنائنا و اخواننا و عوائلنا, لذلك على كل العراقيين باختلاف طوائفهم و اعراقهم ان ينسوا خلافاتهم و ان يركزوا جهودهم لاجل توحيد كلمة العراق و حمايته امنه و شعبه, علينا ان نكون على ثقة عالية بان هذه المرحلة هي مرحلة اختبار لمدى صلابتنا و رغبتنا بالتقدم و نسيان الخلافات و التوجهة نحو غد مشرق.