موقف عربي مسؤول وشجاع ذلك الذي اتخذه رئيس واعضاء الاتحاد العربي لكرة القدم قبل ايام عندما تسلموا طلب الاتحاد العراقي للعبة والمتضمن رفع الحظر العربي عن الملاعب العراقية واعادة التباري عليها في مدن كردستان العراق التي تنعم بغطاء أمني واستقرار تامين مايتيح لملاعبها استضافة مباريات منتخباتنا وانديتنا "دوليا" من دون منغصات، الامر الذي دفع الاتحاد العربي للقناعة مبدئيا بمبررات الطلب واحالته الى الجمعية العمومية للاتحاد كي تدرسه وتصوت على امكانية خوض المباريات (العربية - العربية ) في العراق
الحظر .. مد وجزر!
حقيقة ان مجرد تفهم الاخوة العرب معاناة لاعبي المنتخبات الوطنية الذين حرموا من اللعب امام جماهيرهم منذ اكثر من عقد ونصف الا ماندر (في مبادرات تضامنية خجولة) ،وتعرضوا للضغوط النفسية جراء ترحالهم المستمر في ارجاء الملاعب العربية والقارية سيعجل بكل تأكيد حسم طلب اتحادنا بعد ان اوضح جميع الامور المتعلقة بأسباب الحظر الدولي الطويل الذي شهد حالتي المد والجزر حيث لم يرفع سوى مرتين كان آخرها اجراء تصفيات كأس العالم 2002 في بغداد عندما ضيف ملعب الشعب الدولي في نيسان عام 2001مباريات المجموعة الاسيوية السادسة لجولة الذهاب التي ضمته الى جانب نيبال ومكاو وكازاخستان ثم ضيف مباريات الدور الثاني من التصفيات امام تايلند والبحرين وايران قبل ان يمدد الحظر بعدها بعامين.
حجج الاشقاء
كنا في (المدى) من اوائل المناشدين بضرورة تحرك اتحاد الكرة لاستعادة نصف حقه من العرب في قضية الحظر المفروض على ملاعبنا ويستكمله في وقت اخر من بقية الدول باعتبار ان المخاوف الامنية وإرهاصات الظروف لا مكان لهما في حجج الاشقاء اذا مااقيمت المباريات في كردستان العراق التي شهدت في الموسم الماضي واحد من انجح نهائيات الدوري في المنطقة العربية بشهادة الاعلاميين العرب الذين راقبوه عبر شاشة العراقية الرياضية الناقل الحصري للبطولة ، ومع ان التحرك العراقي جاء متأخرا بزمنه وبطيئا في آلية التنفيذ الا انه تمكن من وضع الملف كاملا على طاولة الاتحاد العربي لاسيما وان رئيسه سلطان بن فهد اكد مرارا بانه يعاضد اي مقترح او مبادرة عربية تعيد الكرة الى الملاعب العراقية بعد تحقيق شروط الامان وتوفير جميع مستلزمات اقامة الوفود وتهيئة الملاعب المختارة وغيرها من شروط السلامة التي يحرص عليها (الفيفا) ويناشد الاتحادات المنضوية تحت لوائه بتطبيقها.
حملة برلمانية
وحتى لايصبح ملفنا مهمشا في سجال رتيب تتقاذفه الايميلات المتبادلة مع الاتحاد العربي في ظل وجود اولويات مهمة ايضا للاخيرهذا العام ، نرى ضرورة اطلاق حملة كبرى يسهم فيها البرلمان العراقي ممثلا بالعضو foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? راضي الذي سبق ان اقدم على مفاتحة الحكومة لتوفير دعم مناسب للمنتخب في رحلته المونديالية شعورا منه بحاجة اللاعبين لعناصر مادية ومعنوية داعمة لهم تخفف عليهم المحنة التي يعيشونها من دون جميع المنتخبات في العالم باضطرارهم اللعب خارج ارضهم ، وراضي قادر ايضا على مساندة المنتخب والاتحاد معا في توصيل صوت الجماهيرفي رسالة محبوكة انسانيا ومفرغة من أي مغزى اخر يقدمها الى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر كي يبادر لتسمية لجنة فنية تزور اقليم كردستان وتفتش مرافقه الرياضية وتتعايش المناخ الامني المستقر وتقدم للفيفا تقريرا منصفا بشأن أهلية الملاعب العراقية لاستقبال الضيوف.
وبقدر ماتشكله المبادرة البرلمانية من ورقة ضغط مشروعة على الفيفا نيابة عن ملايين العراقيين الذين يتوسمون خيرا بانهاء حظره قريبا فان بلاتر يعي جيدا مكانة حامل الرسالة(راضي) باعتباره لاعب القرن في العراق وعانى كثيرا من غياب سلاحي الارض والجمهور في المواجهات التي خاضها منتخبنا الوطني في فترة الثمانينيات ومساهمته بتسجيل حدث غير مسبوق عندما قاده باهدافه الحاسمة الى نهائيات كأس العالم عام 1986 من دون ان يلعب مع زملائه مباراة واحدة بين جمهورهم.
رسالة شعبية
ان اتحاد الكرة مطالب بنقل حملته من النطاق العربي الى الدولي متعكزا على الرسالة الشعبية البرلمانية لتحريك جوزف بلاتر الرجل الاول في جمهورية (الفيفا) ليتخذ خطوة جديدة تكسر حالة جموده بخصوص ملف الحظر على الملاعب العراقية ، وليت رسالة راضي (اذا تم الاخذ بمقترحنا وأُعدت وفق اطار هذه الصورة) تتضمن دعوة بلاتر لزيارة بلدنا ليطلع بأم عينه وليس بنظارات قراءة التقارير فقط واقع الكرة العراقية وملاعبها الآمنة في كردستان سيما انه لم يترك بلدا في العالم الا وزاره او ذلل معاناته الكروية خلال ولايتين سابقتين وهذه الولاية الثالثة له في منصبه حيث اعيد انتخابه في دورة جديدة امدها اربع سنوات خلال اجتماع كونغرس (الفيفا) السابع والخمسين في ايار 2007 باجماع 208 اعضاء من اسرة الاتحاد الدولي ، ولاينسى بلاتر انه ولج اتحاده قبل 32 عاما بصفة مدير تطوير برامجه اي لابد ان يكون عادلا في توزيع هذه البرامج بين جميع الدول ، فهو لم يترك دولة افريقية وآسيوية، تلك القارتان اللتان تعانيان مشكلات جمة في اغلب بناها التحتية الرياضية، الا وعايش واقعها عن قرب ، ونتمنى ان تكون مشاعره تجاه وطننا الذي توج بلقب اسيا في ليلة عظيمة وسلمت يداه نفسهما ابن العراق البار يونس محمود اغلى الكؤوس، نتمنى ان تكون متطابقة مع نياته بإعادة تأهيل منشآته الكروية ، ونأمل ان تسجل ولاية بلاتر الاخيرة للفيفا زيارة تاريخية للعراق.
مسودة مقررات
يعرف الاتحاد العراقي لكرة القدم جيدا ضرورة استثمار ردة الفعل الايجابية العربية هذه ويواصل الطرق على حديد القضية طالما كان ساخنا ويشكل بسرعة لجنة خاصة ومتفرغة لمتابعة العلاقات والمشاورات مع اعضاء الاتحاد العربي من جهة واللجنة الاولمبية في كردستان من جهة اخرى تعززهما اواصر التعاون مع اللجنة الرياضية في مجلس البرلمان ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية لتامين مسودة مقررات تنتقي ملعبين نموذجين من ناحية السلامة والتنظيم وتُرفع الى الحكومة بغية توفير الدعم الكامل لصيانتهما واظهارهما بصورة لا تدع مجالا للمفتش العربي او الدولي الطعن في صلاحهما.
المصدر
المدى الرياضي