كيف تكون رؤية العراقيين لبغداد بدون جدران خرسانية ضد التفجيرات وبدون أجولة رمل أو أسلاك شائكة بل مجرد حديقة على بحيرة يسبح فيها الأطفال ويتريض هواة المشي حتى غروب الشمس؟.
أُعيد يوم الجمعة الماضي فتح حديقة بحيرة الجادرية الشهيرة التي أغلقت مرتين من قبل بسبب الحرب والفوضى. غمرت حالة من السرور عشرات العراقيين الذين توافدوا عليها وكان معظمهم من الشبان.
ويأمل مسؤولون ان يؤذن افتتاح الحديقة ببداية عصر جديد من الترفية في مدينة عانت طويلا من إراقة الدم ومشاعر اليأس.
وقال المتحدث باسم وزارة السياحة العراقية لرويترز من على ضفاف البحيرة "نقول للعراقيين بغداد آمنة الآن.. أرجوكم تعالوا واستمتعوا بوقتكم. سيأتون."
انه شعور يشاركه فيه كثيرون ولكن بحذر مع تراجع العنف ليعيد الحياة لبعض المناطق في بغداد.
عند غروب شمس يوم الجمعة يعج حي الكرادة الواسع والراقي القريب من البحيرة بالناس.
تقبل الأُسر على المطاعم التي تبيع الكفتة المشوية. وعلى الأرصفة في الخارج يسير شبان بين أشجار النخيل يضحكون ويركلون زجاجة من البلاستيك وكأنها كرة قدم.
وعند الغسق يتوافد الآلآف على حديقة أبو نواس على الضفة الشرقية لنهر دجلة. ولا يذكرهم بالقتال الدائر في المدينة سوى تحليق طائرات هليكوبتر أمريكية في السماء ودوي صفارات عربات الشرطة من آن لآخر.
ويقول عباس فرهام (52 عاما) وهو يستمتع بالتنزه مع زوجته وطفليه في الحديقة بعد ظهر اليوم التالي "جئنا لنستعيد بعض السلام والهدوء الذي فقدناه
تحياتي