[OVERLINE]ذكرى يوم 25شباط يوم الخالدة في تاريخ العراق[/OVERLINE]
محمد رجب العزاوي
لقد عانى الشعب العراقي مالم يعانيه اي شعب في العالم، لا من الشعوب العربية ولا من غيرها من الشعوب فكان شعبا صبورا رائعا مطيعا مناضلا يتحمل الويلات ويخوض النضالات يتعرض للسجون مثلما يتعرض للقتل، يرى الموت مثلما يرى الحياة، أبناء وطني هكذا كلنا هكذا كنت انا هكذا، وهكذا اولادي، وابناء عمومتي، واخوتي واولادهم، كلنا نحن هكذا، نموت في اليوم مرتين ونحيا مرتين، ولا نجد سوى انين الموتى، وسيارات الاسعاف، تعوي كذئاب كانت تطارد آبائنا واجدادنا، في اوقات الصيف في موسم رعي الاغنام، ولازالت، تلك الذئاب تطاردنا كالاغنام، نهرع خائفين في كل حين، لأن الذئاب لا ترحم ولا تعرف، الحق من الباطل كل ما يهمها هو، أن تقتل وتقتل وتقتل وتقتل وتاكل، ولا تشبع الى مالانهاية.
ما اشبه الليلة بالبارحة؟؟ رجال اشجع من فرسان الليل ونساء اقنع على عاديات ألأيام، فاليوم ورغم إنذارات الشعب، الى الحكومة، المباشرة منها وغير المباشرة، ورغم مرور اكثر من سنة على الاحتجاجات الشعبية، فلم يتغير اي شيئ بل على العكس من ذلك، فقد تمادت الحكومة في غيها وازدادت، سحقا للجماهير المسحوقة اصلا، بل وامعنت في اذلال الناس ومن كافة الاوجه، فلا كهرباء ولا ماء صالح للشرب ولا خدمات بلدية، ولا مصالحة وطنية ولا امن ولا امان، ولا ندري باي وجه تريد الحكومة مقابلة هذا الشعب.
ايها الشعب العراقي العظيم انتم الجسر الذي عبرت عليه شعوب العالم اجمع من الظلام الى النور وانتم شعب الحضارات وانتم من رسم للعالم خارطة التقدم والازدهار، وانتم حراس البوبة الشرقية، التي انتهكت حرماتها، وديست كرامتها، واليوم انكم مطالبون بالاستمرار بانتفاضتكم التي بدأتمونها ليس لتنتهي، وانما لكي تستمر حتى تتحقق للشعب مطاليبه، وحتى يعلم كل من يريد ومن لا يريد ان يعلم بان الشعب العراقي حي لا يموت رغم كيد الكائدين، ورغم ما يخطط له، نافخوا الرياح الصفراء القادمة من ايران.
هبو هبتكم الكبرى فانتم لها، ولكي لا تسكت حناجركم من الهتاف، ولا تكل سواعدكم من العمل، حتى يتحقق لكم الفوز العظيم، ولا نرى ان ابناء شعب مصر احسن منكم ولا ابناء تونس او ابناء سوريا أوغيرهم باشجع ولا اكرم منكم، سيروا فانكم مع الحق والحق معكم والشعب كله يؤيدكم والله ناصركم.