أنفلونزا ألخنازير
*وزارة الصحة العراقية تتعامل مع أنفلونزا الخنازير وفق تعليمات منظمة الصحة العالمية.
*معركة أنفلونزا الخنازير معركة استباقية خارج أسوار المستشفيات لا داخلها.
*لكي تقي نفسك من الوباء تعامل مع التجمعات السكانية على انها موبوئة.
د.رشا العبودي
نظرا لما يشهده العالم الأن من تعالي الأصوات المحذرة من مرض أنفلونزا الخنازير ارتأت شعوب أن تضع بين يديك عزيزي القارئ بعض المعلومات الأساسية الواجب معرفتها مع تنامي خطر هذا المرض سائلين المولى أن يوفقنا لما نصبوا...
وقبل أن نخوض في غمار هذا المرض يجب أن تعرف قارئنا الكريم ما هو أنفلونزا الخنازير...أنفلونزا الخنازير هو مرض معد جدا يصيب الجهاز التنفسي للخنازير على مدار العام ألا أن معظم الأصابات تحدث في أواخر الخريف والشتاء,ويكون الفيروس المسبب له على أربعة أنواع أساسية هي H1N1.H1N2.H3N2.H3N1 والنوع الشائع منه هوH1N1 من النوع(A)
لا يصاب الأنسان عادة بهذا المرض ولكن يمكن أن تحدث الأصابة البشرية في من يعيشون أو يعملون حول الخنازير ومن ثم ينتقل من الأنسان المصاب الى الأنسان السليم بنفس طريقة انتقال الأنفلونزا العادية وذلك عن طريق ملامسة ملوث به فيروسات المرض ثم لمس الفم أو الأنف أو من خلال السعال والعطاس.
والأن كيف لك قارئنا الكريم ان تتعرف على أعراض هذا المرض...أن أعراض هذا المرض مشابهة في درجة كبيرة للأنفلونزا العادية عند الأنسان,فهو يعاني من:ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة مع صداع واحمرار العينين,سعال,الم في العضلات والظهر,سيلان من الأنف,احتقان في الحلق,نعاس و خمول مع فقدان للشهية.
وقد يشتد الأمر ويصاحب المرض اعياء شديد ورعشة واسهال وقئ والتهاب المجاري التنفسية الذي يتميز بضيق النفس.
ان الحد من انتشار هذا المرض ليس صعبا..بل يتطلب القليل من الشعور بالمسؤولية من قبل الشخص المصاب تجاه المجتمع,فاذا ظهرت عليك عزيزي القارئ أعراض هذا المرض تجنب الاختلاط وحضور التجمعات العامة حيث ان تعاطيك مع مثل تلك التجمعات واستعمال الأدوات الموجودة فيها من دون غسلها بعد الانتهاء من استخدامها يؤدي الى بقاء الفيروس على تلك الأدوات لمدة 48 ساعة وان أي شخص يتعاطى مع تلك الادوات بعدك خلال تلك المدة يكون معرضا للأصابة.
واذا كنت عزيزي القارئ ممن يهمهم سلامة الاولاد ومن يعيشون معك داخل البيت فعليك بالأتي:_
* حاول ان تعزل نفسك داخل البيت, والعزل في هذه الحالة ليس (حجزا) بالمعنى المفهوم بل هو مجرد فصل حاجاتك و عدم التعاطي مع الأخرين بتماس مباشر..ولا ضير عزيزي القارئ باستخدام نفس الحاجات ذات الاستخدام العام داخل البيت(كالمغاسل) لكن عليك بغسلها بعد الاستخدام حفاظا على سلامة الاخرين.
*كما ان لبس الكمامة من قبلك مع تنظيف الانف والفم بالماء بصورة متكررة وهذا يقلل الى حد كبير من تلوث البيئة المحيطة بك وبالتالي يحد من انتشار المرض والذي من الممكن ان يكون فتاكا بالنسبة للاطفال أو ذوي المناعة القليلة وكبار السن.
*غطي انفك وفمك بمنديل ورق عند السعال أو العطس وتخلص من هذه المناديل بعد استخدامها لأن بقاءها يعتبر ملوثا للجو الى حد كبير.
من السهولة لك قارئنا الكريم تفادي هذا المرض أذا قمت بالاعتراف بوجوده والتعامل مع التجمعات العامة وفق هذا النسق...فلكي تقي نفسك من الاصابة به عليك باتباع الأتي:_
تجنب لمس الاسطح التي قد تكون ملوثة بفيروس أنفلونزا الخنازير مع تحاشي لمس العينين أو الانف أو الفم باليد الملوثة.
*الألتزام بأساسيات الصحة العامة عند حضور التجمعات واعتبار كل أدوات التماس الجماعي ملوثة والتعامل معها وفق هذا الأساس والذي يتضمن غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار بعد التعاطي مع تلك الأدوات.
*تحاشي الجلوس القريب من المرضى: ان الجلوس قرب المريض بمسافة اقل من متر يؤدي الى الأصابة بالعدوى الى حد كبير,حيث ان الشخص المصاب يظل مصدرا للعدوى لمدة 10_14 يوم.
* الأكثار من الموالح والبرتقال و(لالنكي) والفيتامينات فهي تتقوي المناعة عند الانسان, كما ان الينسون اثبت فاعلية رائعة في الوقاية من المرض.
* اذا كنت عزيزي القارئ بتماس مع شخص اكتشف فيما بعد انه مصاب بمرض أنفلونزا الخنازير فأنك تبقى ضمن خطر الأصابة بهذا المرض لمدة 7 ايام من اخر لقاء به, وعليه يجب عليك الأنتباه للاعراض الظاهرة عليك ضمن هذه الفترة لأخذ الأحتياطات اللازمة والعلاج المبكر لهذا المرض الذي يحوله من مرض فتاك الى مرض سهل التعامل معه.
_يتم تشخيص هذا المرض بأخذ مسحة من الأنف والحنجرة ووضعها في حافظات مبردة خاصة لهذا الغرض, حيث يتم تحليلها في مختبرات الصحة المركزية بتحويل رسمي من المستشفيات الحكومية.
_من المعروف ان اللقاح ضد هذا المرض لم يصل للقطر بعد حاله حال معظم اقطار العالم,فهل هذا الحال نفسه بالنسبة للعلاج؟
لحسن الحظ أن علاج هذا المرض متوفر في المستشفيات الحكومية وهو عبارة عن كبسولةtamiflu75 غم للكبار , اما بالنسبة للاطفال فيكون على شكل شراب وبجرعات اقل حسب وزن الطفل.
ان اخذ العلاج ضمن اول 48 ساعة يحد من هذا المرض بشكل كبير حيث يحوله من مرض فتاك الى مرض سهل العلاج بنسبة نجاح 90%, الأ اننا رغم ذلك لا نحبذ وصول الحالة الى تلك المرحلة حيث ان العلاج هو الخط الدفاعي الأخير والأضعف في تلك المعركة.
وقد بدأت وزارة الصحة العراقية بتعميم تعليمات منظمة الصحة العالمية على كافة المستشفيات الحكومية والتي تنص على بدأ العلاج لأي شخص تظهر عليه أعراض المرض مباشرة دون انتظار نتائج التحاليل المرسلة الى مختبرات الصحة المركزية, كما ويصرف علاج وقائي بجرع اقل للأشخاص الذين هم بتماس مع المريض داخل البيت لحين ظهور نتيجة التحاليل.
وينصح بصرف الادوية من منافذ حكومية تحت السيطرة وذلك لمعرفة وبائية المرض ومناطق انتشاره لأخذ الحيطة مع المرضى القادمين من تلك المناطق والتعامل السليم مع المناطق ذات الظروف البيئية المشابهة.
ان معركة الأنفلونزا الوبائية هي معركة استباقية خارج اسوار المستشفيات ...فأبدئ بنفسك عزيزي القارئ وقها من الأصابة قبل ان تتحول معركتنا داخل الاسوار ونصل لمرحلة من الصعوبة معها تغيير الصورة على خلاف ما يتصوره البعض في ان المعركة محسومة في أي وقت.