[
[/url
بسم الله الرحمن الرحيم
في يَـومٍ مِـن أيامِ رَمضان المُبارك كانَ سَماحة العلامَة المُفسرُ للقرآن الشيخ الحجاري الرميثي
جالِساً فـي دَواوينِ أهلِ مَدينَتهِ, فَسَمعَ شَخصاً يَقـول ( رَحمَهُ الله مَن قرأَ سُورَة الفاتحَة تَسبِقـُها
الصَلواتِ على مًحَمدٍ وآلِ مُحمدٍ ) قُالَ سماحة الشيخ يا هذا أليسَ أنْ تَقولَ الأفضلُ مِن كَلِمَةِ
تَسبِقها الصَلواتِ تَلِيها بَركات الصَلواتِ على مُحَمدٍ وآلِ بَيتِ مُحَمدٍ: مِن ألتَلي وهُوَ التَبعُ مِما
تَلحقها الصَلوات أي تَجمَعُ الفاتحة بجَميعِ جَوانِبِها؟؟ وقالَ سَماحَة الشيخ فعلى الإنسانُ أنْ يَقولَ
الفاتحةُ على روحِ فلانٍ تَتبَعهُا بركاتِ الصلواتِ على مَحمدٍ وآلِ بَيتِ مُحمدِ) عندَها يُباشرُ الناس
بالصَلواتِ على مُحمدٍ وآلِ مُحمدٍ, وبَعدها يَقرءُونَ سُورة الفاتحة, وعندَ الانتهاءِ مِنها يُلحِقوها
بصَلواتٍ أخرى هذا أفضلُ لكُم مِن كَلِمَة تَسبِقها,, لأنَ سَبقَ فَضْلُ الصَلواتِ على فَضْلِ سُورةِ
الفاتِحة بِما تَفرطونَ القَولِ على اللهِ شَطَطاً يُؤدي إلى فقدانِ رَحمة الفاتِحة على رُوحِ المَيت
بالسَبقِ الذي تَعنُوهُ بأنَ الصَلواتَ هيَّ عندَكُم أفضلُ مِن سُورةِ الفاتحة فهذا خَطأٌ,, والأصحُ مِنهُ أنَ
لكُلِّ الصَلواتِ على مُحمدٍ وآلهِ تَتقدمُ وتَسبقُ كُلَّ قَولٍ وحديثٍ في كُلِّ المَجالاتِ إلا بالاستثناءِ مِنها
لا يَجيز لكُم تَحديد فَضلُ سَبقِ الصَلواتِ على فَضلِ سُورةِ الفاتِحة ما زالَت تَحملُ أسمَ لَفض الجَلالَةِ
ولكن يَتبَعُها القول ما مِن شَيءٍ ما لَمْ يُذكر الصَلواتُ على مُحمدٍ عَليهِ فَهُوَ باطلٌ؟؟
قالَ الجالسُونَ وهُم غاضبونَ بِوَجهِ سَماحة الشيخ (لا حَولَ للهِ) أكثرُ مِن ثلاثةِ مراتٍ هذا ما اتبَعنا
عَليهِ آباؤُنا وَأخيارُنا وسادَتُنا وخُطبائُنا ومُؤذني جَوامِعُنا وإنا بِـهِم لَقائِلُون على الإصرارِ تَسبِقها
الصَلوات أفضلُ مِما نَقولُوا تَتبَعُها,, ______________
قالَ سماحة الشيخ يا ناس أتَنسبُونَني بالكُفر وأنتم تَكفرُونَ باللهِ وتَقولُونَ بإفراطِكُم هذا (لا حَولَ
للهِ) يَعني لا قُوَةَ للـهِ,, حاشا للهِ رَبي ذُو القُوَةِ المَتين, إنَكُم لََتَجهِلونَ بالقَولِ على اللهِ كَفراً مِما
تَبدُوهُ لأنفُسِكُم مِن حَيثِ لا تَشعرُونَ: فَتَعساً بِما قدمَت لَكُم عقولَكُم الواهيَة,,
إنَكُم تَقلَدَكُم القَولَ بَعضَكُم لِبَعضٍ بالإصرار على الكُفرِ, وكذلِكَ تَعمدتُم بِتحديدِ سَبقِ فضلِِ الصَلواتِ
على سُورةِ الفاتحة يَعني هُوَ السَبقُ على فَضلِ اسمِ الجَلالَة: فَيُعتَبر قَولَكُم هذا سَبقُِ عَنادِ فإنكُم
على ضَلالٍ مُبين,, والدَليل أنَ الصَلواتَ على مُحمدٍ وآلِهِ اشتـُقت مِن الرَحمَةِ الإلهيةِ وهَيَّ أولُ
كَلمَةٍ جاءَت في القرآنِ الكريم في سُورةِ الفاتِحَة التي مفتاحُها البَسملة التي عِندما تَقولونَ
(الرحمن الرحيم) والرحمنُ أبلغُ مِن رَحيم لأنَهُ رحمنُ الدُنيا والآخِرة,, فلا يَحقُ للعَبدِ أنْ يَقولَ
تَسْـبِقها الصَلواتِ, لآنَ فَضلَ الصَلواتُ لا يَسْبِقُ الرَحمةُ الإلهيَة على المَيتِ مِن ثوابِ سُورةِ
الفاتحة: بلْ الصَلواتُ هَيَ التي تَتبَعُ الرحَمة بَركاتِها على المَيتِ,, فَفاتحَةُ دونَ أنْ تَحيطُها صَلوات
في مُقدَمَتِها ومُؤخرتِها لَمْ يُقبَل ثَوابُها الجَزيل إلى المَيتِ,_____________
والدَليلُ إنَ الصَلواتَ على مُحمدٍ هيَّ ليسَ أفضلُ مِن سُورةِ الفاتحة التي سُميَت سَبعُ المَثاني يَعني
أمُ الكِتاب التي تَجمَعُ القرآن بِسَبعِ آياتٍ أربَعةٌ مِنهُن ثناءٌ على اللهِ تَعالى, وثلاثة مِنهُنَ دعاءٌ أنزلنَ
بِبَركاتِ مُحمدٍ وآلِِ بَيتهِ: فُسُميت سُورة الحَمد باسمِ مُحمدٍ صلى اللهُ عَليهِ وآلِهِ,, فبَثناءِ على اللهِ
ماذا تَقول في مُقدمةِ السُورةِ (الرحمن الرحيم) وبالدُعاءِ تقول (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فَقد
وضَحَ لكُم ما جاءَ في مقدمةِ السُورةِ أنَ الثناءَ على اللهِ يَسبقُ الدُعاءُ الذي هُوَ الصِراط: صراطُ
مَن تَطلب في دعائِكَ: فأجابَت الآيَة لكُم (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) وهُوَ صراطُ أهلُ البيت
صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَليهِم أجمعين,, فَعنَدَها يَكُونُ العَبيدُ مُخطِئينَ بَقولِهِم حِينَ قالَوا تَسبقُها
الصَلوات: لآنَ صَلواتَ أهلُ البَيت لا تَسْبقُ صِراطَهُم فكيفَ يُجيزَ لكُم صلواتَهُم تَسبقُ أسمَهُم
وأنتُم تَقولونَ (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) فتَبينَ لنا أنَ القرآنَ الكريم
مَجموعٌ في الفاتِحةِ ومَعاني سُورة الفاتِحَة مََجموعَةٌ في البَسمَلة ومَعاني البَسملّة مَجموعَة في
بائِها, ومعاني الباءُ في نقطتِها, وجميعُ ما في البَسمَلة في باءِ البَسمَلة, وجميعُ ما في باءِ
البَسملةِ في النقطةِ التي تَحتَ الباءِ,, والباءُ بَهاءُ الله, والسِينُ سَناؤهُ, والسَّناءُ ارتفاعُ المَنْزلةَ
والقَدْرُ عندهُ,, والمَيم مِلكَهُ الذي يَتصرفُ فيهِ مِن الجزاءِ والحِسابِ على الأعمالِ بالأمرِ والنَهي
في الدُنيا والآخرةِ: والباءُ مِفتاح أسمُهُ البَصيرُ, والألفُ مِن الرَحمن مِفتاح اسمُهُ الله تَعالى، واللامُ
مِنهُ مِفتاحُ اسمُهُ لطيفٌ, والراءُ مِفتاحُ اسمُهُ رازقٌ، والحاءُ مِفتاحُ اسمُهُ حَليمٌ، والميمُ مِفتاح
أسمُهُ مَلِكٌ, والنونُ مِفتاح اسمُهُ نورٌ,, فَجِعُلنَ مِن أسمائِهِ (الرَحمنُ الرحيمُ) واللامُ مِنهُما مِفتاحُ
اسمُهُ لطيفٌ, واللطيفُ هُوَ الذي اجْتَمعَ لهُ الرّفْق في الفِعْلِ والعِلْمُ: كما يُقال لطيفٌ بِعبادِهِ برحَمتِهِ
التي سَبَقت غَضَبه,, والراءُ مِن رحمن مِفتاحُ اسمُهُ رازقٌ: والرَّزَّاق هُوَ الذي خَلَقَ الأرْزَاق
وأعْطَى الخَلائِق أرْزَاقَها وأوْصَلها إليهم: والأرْزَاقُ نَزعان ظاهرةٌ لِلأبْدانِ كالأقْواتِ، وباطِنَةٌ
للقُلوبِ والنُّفوسِ كالمَعارفِ والعُلُومِ,, والحاءُ مِن رَحمن مِفتاحُ اسمُهُ حَليمٌ: والحَلِيمُ هُوَ الذي لا
َسْتَخِفُّهُ شَيءٌ مِن عِصْيانِ العِبادِ، ولا يستفِزُّهُ الغَضَّب عَليهِم، ولِكونَهُ حَليمٌ جَعلَ لِكُلِّ شَيءٍ مقداراً
فهُوَ مُنْتَهٍ إليهِ,, والميمُ مِن رحمن مِفتاح أسمُهُ مَلِكٌ: والْمَلِكُ هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلا هُوَ يَعني
السيدُ المالِكُ لِجميعِ الأشياءِ التي خَلقَها فَلهُ التََصِرف فِيها حَيثُ ما يَشاءُ على وَجهِ الاستدلال
ليسَ لأَحدٍ يَمنَعهُ لِكَونَهُ سُبحانَهُ الواسِعُ القِدرة,,,,, والحَمدُ للهِ رَبِ العالمين