كاظم فنجان الحمامي
أغلب الظن أن الكاتب العراقي المغترب (متي موسى تويا), هو أول من شم عطر الياسمين الأزرق في الحدائق الخلفية للبنتاغون, وأول من اكتشف أن لعطره رائحة نفاذة كرائحة غاز البيوتان المنبعثة من حقول (رأس لافان) في قطر, حتى أن أنابيب السقي كانت هي الأخرى منسوخة من أنابيب خط (نابوكو) المار بأنقرة. لكنه لم يكن يعرف أن كل ورقة من أوراق زهور الياسمين الكحلية تحمل الرقم (33), فيتكرر الرقم نفسه على الأوراق كلها. ولا يدري أن الصيغة الجزيئية لغاز البيوتان تُكتب بالشكل التالي: C4H10)), بمعنى أن جزيئة البيوتان تتألف من أربعة ذرات كربون فقط, وهو الرقم الذي يمثل عدد العواصم (Capitals) الواقعة على خط العرض (33) درجة شمالاً, أما العواصم الأربعة (C4) الممتدة من البحر الأبيض المتوسط إلى بحر قزوين, فهي (بيروت, دمشق, بغداد, طهران). .
أي صدفة هذه التي رتبت مواقع تلك العواصم على خط واحد, فوضعتها جنبا لجنب على مدار خيطي, وجعلتها في طريق حزمة الأنابيب الناقلة لغازات البيوتان من أسيا الوسطى إلى أوربا الوسطى ؟, وهل لأشواك الياسمين الأزرق علاقة بوخزات الربيع العربي ؟, أم أن خط العرض (33) هو مدار الحروب والمآسي منذ فجر التاريخ, وهو الأفق (Horizon) الأسود الذي سيرتفع فوق مدار السرطان بعشر درجات (H10) ؟, وهل سوريا هي المفتاح الدمشقي, الذي حمل وحده شفرة الغاز والألغاز, أم أن بوابات العواصم الأخرى هي التي اصطفت على التوالي خلف بعضها البعض في محيط الأطماع الغربية المتجددة لتواجه المصير نفسه بمتفجرات الـ (C4). .
قراءة في مانيفست الماركة التخريبية
العلامة الفارقة: الياسمينة الزرقاء.
التأثير المباشر للمادة: إسقاط بلاد الشام, وتقسيمها إلى دويلات متناحرة.
الدعاية التحريضية: تتولى أمرها الفضائيات الخليجية المسمومة.
الشركات المنتجة: الناتو, والقبائل العربية المتأمركة, وآخر سلاطين الباب العالي.
وكيل المبيعات: العميل السري 018, وهو من الجيل الرقمي التاسع بعد العميل السري جيمس بوند 007.
التحليل الرقمي للعميل 018: لما كان رقمه (18) فانه يتألف ضمنيا من ثلاث ستات (6 + 6 + 6), يمكن ترتيبها بالشكل التالي (666), وتمثل الرمز الكهنوتي للشيطان, وهو الرمز الذي رسم أبعاده الكاتب الأمريكي (وليم تيري جيمس William Terry James), في روايته الموسومة (Jacob's Trouble 666), التي نسج فيها حكاية من الخيال السياسي. عكست المراحل المتوقعة لظهور إمبراطورية الأبالسة, وتسلطهم على مفاتيح النظام العالمي الجديد, وسعيهم الحثيث نحو إرساء كيان شيطاني خبيث. قائم على تقديس ستة (6) تشريعات لتطبيق القانون, وست (6) قواعد لتطبيق النظام, وستة (6) أساليب لتحقيق (السلام العالمي) المزعوم, وتوقع (وليم تيري) في روايته. أن إمبراطورية الأبالسة ستغرق في الوحل الوثني المظلم. ولن تنفعها طلاسمها ورموزها الإلحادية بشيء. .
الاسم الحركي للعميل: أيلي كوهين الصغير (Eli Cohen Junior), ويقوم بدوره الرفيق الحزبي الملون (؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟), اما (إيلي كوهين الكبير), فهو الجاسوس الإسرائيلي الأشهر في تاريخ سوريا. واسمه في سجلات الموساد: (إلياهو بن شاؤول كوهين), ويسمونه في سوريا (كامل أمين ثابت), وهو يهودي من أصل مصري من الإسكندرية, أُعدم شنقا في دمشق عام 1965. .
النتائج المتوقعة بعد الاستعمال
اندلاع سلسلة متفرقة من الحروب الأهلية الطائفية والعرقية الطاحنة, تنتهي بإقامة إمارة سلفية تضم حماة وحمص, بعد أن يجري تفريغها تماما من الأقليات العلوية والمسيحية, بواسطة الترهيب والترويع المبرمج.
وإقامة إمارة إسلامية أخرى في (درعا) قبيل ضمها إلى الأردن, وإقامة دولة درزية تتحد مع المقاطعات الدرزية في لبنان.
وإقامة دولة علوية مستقلة في الساحل بعد ترحيل السنة إلى حلب وحماة وحمص, وإقامة كيان كردي منعزل تمهيدا لربطه بإقليم كردستان العراق, وترحيل الأقليات المسيحية إلى لبنان, ونشر فقه الكراهية في الضواحي السورية والعراقية, وإشاعة الروح التكفيرية العدوانية, والتعمق في تنفيذ مشاريع التقسيم والتجزئة والتناحر والموت والدمار. .
وتقضي الخطة إعادة سيناريوهات الجنرال شوارسكوف في عاصفة الصحراء, بعد إدخال بعض التعديلات الطفيفة التي فرضتها الظروف السائدة في الشام, وبالتالي لن يخوض الجيش السوري معركة مباشرة مع الامريكان, ولا مع القبائل المتأمركة. .
عوامل مساعدة
إشراك الأقطار العربية المتأمركة, وتوظيفها في تجنيد العناصر التخريبية, وتوفير المعسكرات الميدانية اللازمة لتدريب المجندين على استعمال العبوات الناسفة, والمسدسات الكاتمة, ويقال أن إحدى البلدان الخليجية باشرت بُعيد الغزو الأمريكي للعراق باستقدام أكثر من عشرين ألف سوري للعمل في مشاريعها التنموية, استطاعت أن تجند حوالي (5000) منهم, خضعوا جميعهم لبرامج تدريبية مكثفة, تمحورت في جوهرها حول الأساليب الخبيثة المعتمدة في نشر التطرف الديني, وتأجيج النعرات المذهبية, وزعزعة الأمن والاستقرار في المدن السورية. .
كانت تربة هضبة الأناضول في تركيا من أهم العوامل المؤاتية لزراعة بذور الياسمين الأزرق, قبيل تصدير أزهارها الملوثة برائحة البيوتان إلى سوريا, خصوصا بعد قبلت أنقرة بإعادة تقسيم المنطقة, بضمنها الأجزاء التركية المتاخمة لسوريا والعراق, على ان يجري تعويضها ببعض المقاطعات السورية, ومنحها منافذ جديدة لدخول الأراضي المصرية من البوابات التجارية المفتوحة.
وهناك عوامل تركية أخرى ساعدت في نشر زنابق الياسمين الأزرق, من بينها قبول أنقرة بتحويل قواعدها إلى عقدة وسطية في قناطر (نابوكو) الغازية, والاعتماد عليها في تصفية القضية الفلسطينية, والسماح لقوات البنتاغون بالتسلل إلى عواصم آسيا الوسطى الناطقة باللغة التركية. .
المراكز التسويقية المعتمدة
• المركز رقم (1): يمثله مركز العمليات البحرية والاستخبارية في جزيرة قبرص.
• المركز رقم (2): يمثله مركز عمليات الدعم الإعلامي واللوجستي والطيران الحربي في قاعدة (؟؟؟؟) في الخليج العربي.
• المركز رقم (3): يمثله مركز عمليات الإسناد الجوي للناتو في قاعدة (؟؟؟؟) في الخليج العربي.
• المركز رقم (4): يمثله مركز عمليات الطيران الرئيسي واللوجستي المباشر في قاعدة (انجرلك) التركية, وقاعدة (أزمير) المرتبطة بالمركز رقم (1).
• المركز رقم (5): يمثله مركز تجمع القوات الخاصة المشتركة (الامريكية والغربية والعربية), وقاعدة تحليل المعلومات في الأردن.
• المركز رقم (6): يمثله المركز اللوجستي الدائم شمال العراق, وهو المركز المسؤول عن بث ترددات التشويش لعزل القنوات اللاسلكية العاملة في سوريا.
طرق التوزيع والمعالجة
• إصابة الرادارات السورية بشلل تام وإبطال مفعولها الميداني.
• منع الطائرات السورية من التحليق, وإسقاطها في المدرج قبل إقلاعها.
• إحراق القواعد الصاروخية المقاومة للغارات الجوية.
• توجيه ضربات مباشرة لثكنات الحرس الجمهوري.
• توجيه ضربات مباشرة لمستودعات العتاد, وشبكات الاتصالات المحورية.
• ضرب مجموعة من الأهداف السورية الإستراتيجية المنتخبة, من ضمنها مراكز القيادة, والحزب, والتلفزيون, وفروع الاستخبارات العسكرية, ومنازل كبار المسؤولين.
التجميد بكرات الثلج
اعتمدت المؤسسات المتخصصة بإنتاج وتوزيع الياسمينة الزرقاء على تبني إستراتيجية كرات الثلج, وتطبيقها بصيغة غير مسبوقة, تبدأ بتسلل عناصر القوات التخريبية إلى المدن السورية الساخنة, والانخراط مع التجمعات الشبابية الهائجة, وتحريضهم الناس على تدمير المؤسسات الحكومية, وإحراق محتوياتها, وإخضاع تلك المدن للسيطرة, وتشكيل لجان طارئة لإدارة المدن. .
تواصل القوات الخاصة المندسة إسقاط المدن السورية, واحدة تلو الأخرى, وتستمر عمليات الإسقاط بلا هوادة, ضمن ما يسمى (إستراتيجية كرات الثلج المتناثرة), ثم تُجمع الكرات الثلجية بكرة كبيرة واحدة. .
وتنتهي العملية بوضع الكرات الكبيرة (المدن السورية) داخل صناديق مغلقة تماما من جميع الجهات, بحيث لا تَسمح بتسرب الجماعات البشرية الراغبة بالنزوح خارج البلاد, ثم يجري رج محتويات الصناديق بحركات اهتزازية فوضوية, لتفتيت ما بداخلها, وتقسيمها إلى حصص طائفية مبعثرة عاجزة منهارة, موزعة حسب الترتيب القومي والطائفي والعرقي, ومُجَمَّدة في قوالب عديمة اللون والطعم والرائحة, فالهدف النهائي هو تشكيل كيانات هلامية لا روح فيها, قابعة خلف هضبة الجولان, ليهب منها النسيم, الذي يضمن تبريد الأجواء وتحسن حالة الطقس في تل أبيب. .
بضاعة فاسدة
كان من المؤمل توزيع أزهار الياسمين الأزرق بأشكالها السداسية نهاية عام 2007, لكنها تأجلت بسبب توسع النفوذ الروسي في قلب القارة السوداء, فقررت إدارة خطوط النابوكو التريث في التنفيذ لحين بزوغ فجر الربيع العربي, عندئذ ستكون الظروف الزراعية مؤاتية لغرس أقلام الزهور الزرقاء في الجنائن الحلبية, وكان من السهل تجميع حاوياتها في (الرمثا) الأردنية, وإرسالها عبر (درعا) عند اكتمال البدر في شهر (ذي الخدعة), بيد أن توسع خطوط أنابيب (السيل الأزرق), على يد شركة (غاز بروم) الروسية, منع انبعاث روائح النابوكو في سماء الربيع الطائفي, وأدى إلى توقف تسرب بعض الغازات من القناطر المخصصة لتسميد حقول الياسمين الأزرق. .
لقد وقف الغساسنة بقوة في مواجهة عواصف البيوتان الزرقاء, وتصدوا بصدورهم العارية لذاريات البروبان والعربان والغلمان, فذبلت براعم الزنابق الوقحة في حاوياتها الرمادية. وعادت الغربان مدحورة إلى أوكارها. .
وستبقى إرادة الله أقوى من أرادة قوى البغي والظلام, فالمفاجأة قادمة بإذن الله, وستتغير قواعد اللعبة بين ليلة وضحاها, في ضوء التقلبات الكثيرة الكامنة في جوف الأرض وفوقها, شريطة أن يعتمد الغساسنة على أنفسهم, وما أمره إلا واحدة كلمح بالبصر. .
والله يستر من الجايات