يمكن وصف الخوف بالطبيعي عندما يكون ضمن إطاره الصحيح،
أي الإطار الذي يسمح فيه بإثارة العقل ليكون يقظاً مستعداً لمواجهة الخطر، وتحفيز الجسم وعضلاته للوقوف على أهبّة الاستعداد للتعامل مع حدث أو ظرف طارئ. ان مثل هذا الخوف هو شيء عادي لأنه يدخل ضمن الحلقة الفيزيولوجية الطبيعية للإنسان.
لكن الخوف قد ينحو منحى آخر، أي قد يكون مفرطاً الى درجة أنه يمنع صاحبه من القيام بمهماته الحياتية اليومية. انه كابوس مزعج لا يعرف صاحبه كيف يفلت منه، وهذا الكابوس يعطي شلالاً من المظاهر المزعجة التي تزيد الطين بلة.
يبدأ الخوف غالباً بشعور غامض ينتاب صاحبه، إلا أن المريض لا يعرف كنه هذا الشعور ولا مصدره وأسبابه، وفجأة يبدأ بالمعاناة من تزايد في ضربات قلبه، ويتصبب جبينه عرقاً، وترتجف يداه، وتصطك ركبتاه، ويصفّر وجهه، وينعقد لسانه، ويجف فمه، ويضيق نفسه. ان الاحساس بالخوف يشتد كلما فكر الشخص به، وإذا أجبر هذا الأخير على القيام بعمل له صلة بالسبب المؤدي الى الخوف، فإن عوارض الأرق والقلق تكون على الموعد،
ان الخوف أنواع هي:
- الخوف الاجتماعي.
- الخوف من الأشياء.
- الخوف من الأماكن.
- الخوف من الحيوانات.
- الخوف من الإصابة بالأمراض.
والخوف الاجتماعي شائع نوعاً ما، وهو يضرب شخصاً واحداً من أصل عشرة. وهذا الخوف له انعكاسات سلبية على صاحبه، خصوصاً من الناحية العلمية والتعليمية والاجتماعية والعلاقات الشخصية. والخوف الاجتماعي تبدأ خيوطه عادة في سن المراهقة، وإذا لم يتم علاجه في حينه، فهناك احتمال كبير جداً أن يبقى ملتصقاً بصاحبه مدى الحياة، هذا إن لم يدفعه الى المعاناة من مخاوف أخرى لا تخطر بالبال.
ان الخوف الاجتماعي قد يأخذ أشكالاً شتى منها:
> الخوف من التكلم مع المسؤولين.
> الخوف من حضور الحفلات.
> الخوف من الأكل أو الشرب أو الكتابة أمام الآخرين.
> الخوف من أنظار الآخرين.
> الخوف من التحدث في اجتماع عام.
> الخوف من أسئلة الأستاذ أمام الطلاب أو على «السبورة».
وقد يتعدى الى الخوف من اي شئ وكل شئ
ما هي عوارض الخوف الاجتماعي؟
ان المصاب بالخوف الاجتماعي يعمل كل جهده لئلا يكون محط أنظار الآخرين، خصوصاً الجدد منهم، وهذا ما يدفعه الى العزلة فيتعرض للإخفاق والفشل في مجالات شتى. ان مريض الخوف الاجتماعي يعاني العوارض الآتية:
- احمرار الوجه.
- الارتباك وارتعاش اليدين.
- التعرق الشديد والغثيان.
- أزمة قلق شديد.
-ارتفاع بدرجة حرارة الجسم
قد يصاب بالخوف الاجتماعي أكثر من فرد في العائلة الواحدة، وهذا ما يشير الى إمكان وجود عامل وراثي متورط في القضية. ولكن لا يغرب عن البال أن هناك بعض الظروف التي لها دورها في تكوين الخوف الاجتماعي عند فئات معينة من الناس.
هل يمكن علاج مرض الخوف؟
نعم، ان المصاب بهذا المرض يخاف من شيء واحد هو الخوف من نفسه، بمعنى آخر، انه قال وداعاً للشجاعة، وأهلاً بالخوف، وان محاربة الخوف يجب أن تتم بعكس ذلك، أي باستعادة الشجاعة الكافية للتغلب على الخوف. طبعاً ليست هناك وصفة دوائية للشجاعة، فاستردادها يحتاج الى ارادة قوية ممهورة بمساعدة طبية سلوكية ودوائية، من دون أن ننسى حلقة الأقرباء والأصدقاء، إذ يستطيع هؤلاء ان يقدموا الكثير لمريض الخوف لانتشاله من محنته... وحبذا لو كانت البداية بدعوة المصاب لشرح مشكلته، فكما ان «مفتاح البطن لقمة»... قد يكون مفتاح المشكلة كلمة.
منقول