انقرة - وكالات الأنباء:
اعلنت الحكومة التركية ان صبرها قد نفد اثر مقتل 15 من جنودها على ايدي متمردي حزب العمال الكردستاني خلال الايام القليلة الماضية، وتوعدت بمطاردة الانفصاليين الاكراد حتى داخل الاراضي العراقية لضرب قواعدهم هناك. واوضح بيان نشر اثر اجتماع دام اكثر من ثلاث ساعات للمجلس الاعلى لمكافحة الارهاب برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان انه «تم اصدار الاوامر والتعليمات اللازمة للمؤسسات المعنية ليتم اتخاذ جميع الاجراءات القانونية والاقتصادية
والسياسية، وضمنها عند الضرورة، عملية عبر الحدود ضد وجود المنظمة الارهابية في بلد مجاور« في اشارة الى وجود حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وتتعرض حكومة اردوغان لضغوط من المعارضة البرلمانية والصحافة والراي العام لتكثيف حربها ضد حزب العمال الكردستاني وارسال الجيش الى داخل الاراضي العراقية لضرب قواعد هذا الحزب في كردستان العراق. واثار مقتل 13 جنديا تركيا يوم الاحد في كمين في منطقة جبلية قرب الحدود العراقية اضافة الى مقتل اثنين آخرين، غضبا شعبيا وخصوصا انها الخسارة الافدح للجيش التركي في حربه ضد المتمردين الاكراد منذ .1995 ونظمت تظاهرات تلقائية في العديد من المدن التركية في حين دعت الصحف الشعبية حكومة اردوغان الى التحرك لمواجهة هذا الوضع. وعنونت صحيفة «وطن« اليومية «لنعمل على كفكفة الدموع« ونشرت في صفحتها الاولى صور الجنود الـ 15 القتلى. وبحسب المراقبين السياسيين فإن الجيش الذي يطالب منذ اشهر بتغطية سياسية للقيام بالتوغل داخل الاراضي التركية قد يكون حصل على اول ضوء اخضر. غير ان الامر يتطلب موافقة من البرلمان لارسال قوات الى دولة اجنبية لتنفيذ عملية واسعة النطاق، بحسب وزير الدفاع وجدي غونول في اشارة على ما يبدو الى ان التوغل ليس وشيكا. ويشن حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره انقرة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية، حركة انفصالية مسلحة اوقعت منذ عام 1984 اكثر من 37 الف قتيل معظمهم من المدنيين. وقد كثف الحزب هجماته منذ بداية العام. واثارت هذه الهجمات المتزايدة لحزب العمال الكردستاني غضب الاتراك الذين يتهمون الولايات المتحدة والعراق بعدم اتخاذ الاجراءات الكافية ضد هذه المنظمة. وفي نهاية سبتمبر الماضي قتل 12 شخصا معظمهم من المدنيين عندما هاجم المتمردون بالرشاشات حافلة صغيرة في جنوب شرق الاناضول الذي يشكل الاكراد غالبية سكانه. وتتهم انقرة اكراد العراق، حلفاء الولايات المتحدة، بمساعدة اكراد تركيا وتزويدهم بالسلاح والمتفجرات.