اقولُ وفَـوقَ الكـلامِ كـلامُ
لماذا اشـارَ اليـكَ السـلامُ
لماذا جَمعتَ العصورَ بيـوم
فطالَ بارضِ الطفوفِ مقـامُ
لماذا منحتَ النسيمَ عبيـراً
شفيـّاً يحـنُّ اليـهِ الغمـامُ
لماذا خرجتَ ومَن ذا يـَؤمُ
بهـذا الحجيجِ سِواكَ امـامُ
لماذا ادرتَ ظهورَ المَنايــا
لتَمشـي وراكَ وانـتَ أمـامُ
ودارَت عليكَ سيوفٌ تئـنُّ
ليَعلو صَداهـا عبيـدٌ لئـامُ
لماذا بكيتَ عليهِـم طويـلاً
وهـَل غداةَ عَشـيٍّ تــلامُ
لمـذا اتيـتَ بكـلِّ العيـالِ
وقالوا اردتَ العيالَ تضـامُ
لماذا مَنحتَ الصحابَ خياراً
كأنَّ الوفـودَ اليـكَ زِحـامُ
لماذا اتيتَ بطفـلٍ رَضيـعٍ
فراحَت تَحومُ عليهِ السّهـامُ
وتَدري عِداكَ احلَّت حَرامـاً
وكلُّ حـلالٍ لديهِـم حـرامُ
لماذا رميتَ السماءَ دمـاءاً
أيُدمى بذُلِّ الغِـرابِ حمـامُ
وماذا ارقَّتْ عليـهِ قلـوبٌ
سَينـدى لمثلِ بنيكَ الرخـامُ
لماذا عَطشتَ بجنبِ الفراتِ
سَتمشي اليهِ لو شئتَ خيـامُ
لماذا رَجوتَ السَّماءَ فشحَّت؟
وفوقَ الجبينِ يلوحُ الغمـامُ
اصعْبٌ ومَن ذا لهذي الصعاب
وكيفَ يعزُّ عليـكَ اقتحـامُ
يقيناً بحرفٍ سَتطوي الليالي
تفزُّ وتأتـي اليـكَ النـيـامُ
لماذا فدَتـك اعـزُّ البَرايـا
وحلَّ بتربِ ثـراكَ العظـامُ
صُرعتَ ولكنْ بحُضنِ الثريا
وطافَت عليكَ بـِدورٌ تمـامُ
لماذا مَنحت السّؤالَ جوابـاً
يَتيهُ بِمعنى الجَـوابِ كـلامُ
فجاءَ صَـداكَ نشيداً مـدوي
مُحّالٌ يزيحُ الظَـلامَ ظـلامُ
سَتعلو وتَعلو منارَ السنيـنِ
وَحتّى يَعمُّ الخِـلافَ وئـامُ
وَماذا بِماذا تَمادى سؤالـي
سَتعفو ولكنْ بِقلبـي هيّـامُ
حُسينٌ ومَن ذا كمثلِ الحسينِ
اموتُ واحيا وانتَ المـرامُ
م ن ق و ل