من الظواهر التي أثارت حيرة العلماء زمنا طويلا،طول فترة الحمل عند أنثى الفيل ،إذ تبلغ 22 شهرا أي أطول سبع مرات من حمل أنثى الأسد ،وخمس مرات أكثر من الباندا العملاقة ،وأكثر من ضعف فترة الحمل لدى البشر.
في البداية اعقد العلماء أن ضخامة الفيل هو السبب.ولكنهم لاحظوا أن أضخم حيوانات كوكب الأرض هو الحوت الأزرق والذي يزن 150 طن، لا تزيد فترة الحمل عند أنثاه عن 12 شهرا، بينما الفيل لا يزن أكثر من ستة أطنان، مما يستبعد الارتباط بين ضخامة الحيوان وطول فترة الحمل.
لم يستطع العلماء الوصول إلى تفسير يقترب من هذه الظاهرة ، إلا بعد القيام العالم الألماني الدكتور "توماس هلدبراندت" بمراقبة فترة حمل لأنثى فيل منذ المراحل الأولى ،ومتابعة النمو البطيء للجنين أسبوعا بعد أسبوع، حتى الولادة .واستخلص نتيجة مهمة ،وهي أن البطء الشديد لنمو الجنين يرجع إلى نوع الغداء المعتمد على النباتات وأخشاب الأشجار فقط،بينما الحيتان والأسود والنمور تتوفر في غذائها البروتينات الحيوانية ،من صيد الأسماك وغيرها من مخلوقات البحار.
من جهة أخرى فان الفيل لا يولد داخل عش أو جحر مثل الكثير من الحيوانات ،التي تقضي فترة طويلة داخل جحورها ترعاها أمهاتها ،بل يخرج من بطن أمه واقفا على قدميه ،يصاحب جماعات الفيلة في تجوالها بعد ساعات من ولادته ،لذلك لابد أن يصل نمو الجنين إلى حدود القدرة على الحركة بعد الولادة مباشرة،من هنا ينبع تفسير أسباب طول فترة الحمل لعملاق الحيوانات البرية .وعند ولادته يكون وزنه 74 كيلوغراما