إذا نظرنا إلى القانون الذي يحكم العالم اليوم نجده بعيدكل
البعد عن قانون السماء، فما هو إلا قوانين قامت لخدمة المادة بعيداً عن الإنسان، لا تراعي حتى حقوقه الفطرية ومعظمها تخدم على طول الخط الرأسماليين الحكوميين كما في الشرق والرأسماليين التجار في الغرب وما دونهما مسحوق، وما قامت به الدول الإسلامية للتوفيق ما بين القانونين (قانون المادة وقانون ألسماء) خلطت ولم ينتج لها إلا شبحاً مستكبراً أراق دماء ملايين من البشر وأفقر وشرّد مثلهم ,عصر نصارع فيه حضارة جاهلية قامت على محورية المادة أولاً فترتب عنها:اولاـ الاستعمار الذي جعل المادة هي القيمة وعلى أساسها استعمر الشعوب لإرضاء الجشع الرأسمالي فاضطهدت بذلك الإنسانية حتى أصبح الإنسان يباع بأرخص الأثمان… تقام مصانع لصنع الأسلحة والقنابل النووية بمليارات الدولارات والشعوب تموت جوعاً ومرضاً ومليارات من الأطنان من المواد الغذائية ترمى في قاع البحر وأناس يبحثون في جحور
النمل ليشاركونه في قوته. وهكذا تعلقت الأنظار بالمادة فأصبحت هي المحور.ثانياـ فقدان الحريات، إذ أصبحت الحرية في واقعنا لفظاً يقال وحروفاً تكتب لا جود لمعناه حتى الغرب المتغطرس الذي يدعي الحرية إنما هي ثوب مهلهل على جسد الديكتاتورية، وحتى هذه الحرية المدعاة تكون ملازمة للإنسان طالما كان ملكاً للمادة وخادماً لها، ومجرد محاولة انعتا قه منها يصبح غير مستحق للحرية وما يجري في العالم خير شاهد لذلك.
ثالثاـ تحطيم القيم، وهي نتيجة طبيعية عندما تكون المادة هي الهدف فلا شيء يعوق الوصول إلى الهدف سوى القيم والأخلاق الفاضلة.. مثلاً القيم تمنع من قتل الانسان ولكن إذا كان في سبيل المادة فهو أرخص ما يكون وكذلك القيم التي تمنع من الخمر والهيروين وغيرها لا مجال لها في عصرنا فالعصر عصر المادة العمياء.