مناجاة شهيد عراقي
يازائراً في ظلام الليل جثماني ... شكراً اليك بما تحمله وجداني
الآن في وحشتي لاشئ يزعجني ... فقد تخليت من عشقي وألحاني
شكراً أتيت وتذكر بعض صحبتنا ... مابال غيرك لم تشجيه أشجانِ
حتى ظننتك من بعض الذين مضوا... وآلفوا من سنينٍ طول نسياني
هللا تخبرني عن حال بلدتنا ...لازال قلبي يشكو بُعْدَ أوطاني
هل جائكم خير؟ أم لازال قائدكم ... يسارع الخطو في تهجير إخواني
لِمْ لا أرى من حقول فيه يانعة ... والأرض تبكي بلا شاد وأغصانِ
سالت عن صحبتي والليل جاوبني... باتوا على أرصف في أرض عمانِ
أبكتهم الشام حيث الصبر مشربهم ... أما الخليج تنكر طيب بغدانِ
وسل برفحاء بات السجن مسكنهم ... صحراء ماأنبتت ورداً ورمان
إلا ذئابا عوت والجوع يدفعها ... أترتضي أن يكون الشيخ سجّان؟
وأغلقوا بابهم أبنا عمومتنا ... حتى استداروا الى أبواب طهرانِ
فعد لقبرك إن القبر مكرمة ... خير من العيش مع أبناء قحطانِ
كل تفرق في الأمصار يتبعهم ... حنين قلبي ودمع بَلَّ أكفان
فالارض تفتح بابا حين تسألها ... حدود قومي أسلاك وجدران
ديار نجد تخلت عن عروبتها ... وما بقى إرث معروف لعدنانِ
لاشئ يجمعنا فيهم سوى حَرْفٌ ... وبيعت الضاد في أسواق ظهرانِ
يكفيك هذا الذي تسمعه عن زمني ... أم هل تريد بما تحويه احزاني؟
هذا ضريحك عنوان وتذكرة ... فليس لي أن مسكناً.. قد ضاع عنواني
ياصاحبي هل أجد في القبر متسعٌ ... أما تراني مع الارواح جثمانِ
فذلة العيش في البلدان تقتلني ... ماأجمل الموت إن يعلو بانسانِ
يازائراً في ظلام الليل جثماني ... شكراً إليك بما تحمله وجداني
أبو حيدر الشريفي
(عبد الكاظم علوان الشريفي )
2011/1/2