نظف قلبك قبل أن تنظف بيتك
.. تنشق السماء لتظهر نور شمسها الساطع..
..فيصاحبها هواء محملٌ بغبارٍ قاتم..
.. تفتح عينيك بسماع شبابيك تتلاطم..
.. فقد قام ببعثرة منزلك..
.. تضطر للنهوض مسرعاً..
.. لتقفل النافذة..
.. حتى تأمن عدم دخول الغبار مرة أخرى..
.. فتسارع لتنظيف منزلك حتى يصبح..
..كالبياض اللامع..
.. فترتاح نفسك ويرتاح قلبك..
.. لأن مجرد النظر إلى الأماكن التي قمت بتنظيفها..
يجعلك تشعر براحة نفسية تدور بداخلك..
.. ولكن..!..
.. !هل فكرت أن تنظف قلبك؟
.. وهو أساس حياتك..
.. كم من إعصار ذنوب قد هاجم فؤادك..
.. وقد تركته غفلة منك ..
.. فترى الدنيا وتشعر بضيق غامر..
.. تحاول أن تعرف سر ضيقك وكآبتك..
.. رغم قرب هذا الحل منك..
.. إلا أنك لم تفكر بذلك..
.. انظر إلى قلبك وسترى..
.. قد غلف بالسواد من كثرة الذنوب والمعاصي..
.. لاتنتظر أن يتراكم ذلك السواد أكثر فأكثر..
.. فسارع من الآن ..
.. لتنظف تلك الأقذار من قلبك..
.. فهي لن تأخذ منك ساعات ... إلا وقد تمت عملية التنظيف..
.. هل تريد حلاً لتنظيفها؟!
.. أمر جداً سهل..
.. فلاتحتاج لتنظيف -قلبك-بالصابون والمطهرات والمواد المنظفة..
.. فقط قم وتوضأ..
.. وأحضر سجادتك وصلِّ لله سبحانه كما تشاء وعلى الاقل صل ركعتين.. توبة لله..
.. وبعد أن تنهي صلاتك..
.. ارفع يديك إلى السماء بكل صدق ومحبة..
.. لله عز وجل ترجوه..
.. أن يغفر لك ويسامحك على ما أسلفت..
.. واذرف الدموع خاشعاً..
.. واجعل القلب مضطرباً خجلاً من الله سبحانه وتعالى..
..فستشعر بإحساس غريب..
.. وكأن سعادة وراحة قد اجتمعتا في نفس اللحظة مهنئتين بك..
.. ستنظر إلى قلبك وستجده يتفتح وينظف إلى أن أصبح..
.. أبيض محملاً بنور الإيمان..
.. فلا تترك قلبك لحظة إلا وقد قمت بتنظيفه..
.. فلا تدري ماستصنع بك الدنيا..
.. فربما وأنت تحرص على تنظيف بيتك وغفلت عن تنظيف قلبك..
.. يأخذك الموت وأنت غافلٌ عنه..
.. فتذكر هذه اللحظة..
.. كيف ستقابل خالقك وقلبك محملٌ بتلك الذنوب القاسية..!!
.. وإن كنت تخشى عدم قبول الله لتوبتك ..
..انظر ماذا يقول عزوجل في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن عبدي ما يشاء)..
..فلا تتهاون بتوبتك ..
فكل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون
.. وفقنا الله وإياكم لتطهير ذلك القلب دوماً وأبداً حتى الممات