لا أعرف لماذا اقتحمت
فجر هذا اليوم
مراهقة في الأربعينيات
شقائق قصائدي الذابلة
حافية القدمين
لازوردية العينين
خريفية الشفتين
تبحث
تدور حول نفسها
تجري ضائعة بين قدميها
تمشي غير آبهة
بموسيقى الحرير
أو بصخب الخرير
…
التحق بعد هنيهات
وعيي باللاوعيي
ليكمل صورة
المراهقة المرأة
البدوية الرداء
ازدادت الصورة لا أدري أين
وضوحا
الأشجار تلقي على المشهد بأغصانها
…
الليل
آخر الليل
الفجر
الصبح
ليس للمشهد
هذا المشهد
توقيت محدد
فلست أرى الآن
إلا …
شبه قمر غبي
اخترق كل المحسنات البديعية
و بصق :
أنا هنا
رميت شفتاي
مقدار
زيتونتين إلى اليمين ثم الأمام
باسما
فقد ذكرني
بحكام العرب
…
مازال المشهد متواصلا
مازالت المراهقة المرأة
تجول
تائهة في ردائها البدوي بين
غيمة هنا
و ربابة هناك
تحملق
في الشيئ و اللاشيء
في أبجديات المرايا
باحثة عن شيء
بين أنامل النساء
و قصائد الرثاء
تمشي جالسة بمقلتيها
و العرين في منتصف ثوبها
يسمع منه مواء القطط
طرف ثوبها الأيسر
يبكي دموع الانتفاضة
و طرف ثوبها الأيمن
يسألني أحكام الجنابة
في هذه اللحظات
يطبخ الصباح الشمس على
نار هادئة لصباح روتيني آخر
الجريدة
تطرق بأخبارها المعتادة
بابي
عبق القهوة التي تعدها أمي
وصل إلى المنطقة المسؤولة عن الشم
في الدماغ
و غادر
كل هذا
و أنا
كالحصى في أرض محتلة
كخاتم في يد كسرى أو فرعون
كحمامة صلبت على صدر المسيح
المقدس
أو كطلقة غبية في فوهة المسدس
ممنوع أنا
من مغادرة المشهد
أو المشاركة فيه
…
مازالت المراهقة المرأة
تبحث في خرق
الماضي
و الحاضر
و المستقبل
انبثق أخيرا لساني
كسنبلة من سنابل الشمس
لا أدري من أين
سألتها
ماذا تريدين
و عن ماذا تبحثين
أيتها الكبيرة الصغيرة
أجابتني و روما تحترق
في تضاريس عينيها
إني …
إني …
راية أبحث عن رموزي و ألواني
نشيد أبحث عن ألحاني و كلماتي
عربية أبحث عن صدى عروبتي