كم هو صعب أن تكون جزائريا و تشاهد منتخب بلادك وهو يخسر بتلك الطريقة في مباراة كروية في نهائيات كأس أمم إفريقيا ، ليس لأننا لم نخسر من قبل ولن نخسر بعد اليوم، ولكن لأننا تعودنا أن نلعب ونبذل الجهد ولا نستسلم ولا نفقد الثقة والأمل في تحقيق الأفضل مهما حدث .
صحيح أن المنتخب الجزائري أمام مالاوي كان ظلا لنفسه و الخسارة الكبيرة كانت غير منتظرة والأداء كان ضعيفا ، وعدم رضا الجماهير أمر عادي وطبيعي ، ولكننا مثلما دعونا إلى الاعتدال وعدم التطرف عند الفوز نجدد الدعوة إلى الاعتدال والحفاظ على المعنويات عند الخسارة ، دون أن يمنعنا ذلك من الحديث عن نقائص التشكيلة الوطنية وسلبياتها ، ودون أن ننقص من قيمتها ونشكك في قدراتها ، وننسى ما كنا نقول ونكتب عنها قبل أيام ، خاصة نحن معشر الإعلاميين الذين نتحمل نصيبا من المسئولية في الغرور الذي أصاب لاعبينا لأننا أوهمناهم بأنهم وصلوا ، وصورناهم كبارا وأبطالا وهم في بداية الطريق .
من حق وواجب الجماهير و كل واحد منا أن ينزعج من الأداء ويغضب على النتيجة ويتألم من الخسارة وينتقد ما شاهده في مباراة مالاوي لأننا لم نكن في المستوى فنيا وبدنيا ، تكتيكيا وبسيكولوجيا ، وكان الغرور والثقة المفرطة في نفوس اللاعبين قبل وأثناء المباراة واضحا للعيان .
لقد تلقينا في مباراة واحدة ما لم نتلقاه في الخمس مباريات الأولى في تصفيات كأس العالم، وارتكبنا هفوات دفاعية لا يرتكبها الأصاغر بسبب انعدام الانسجام والتفاهم ، وأخطاء تكتيكية فادحة في المراقبة وتمركز اللاعبين ، وكانت معنوياتنا في الحضيض وغرورنا كاد يكلفنا نتيجة أثقل من التي سجلناها ، ولم نفهم كيف لعبنا حتى نتلقى ثلاثة أهداف ولا نقدر على تسجيل هدف واحد ، حتى أننا كدنا نشك في أن الذي واجه مالاوي هو المنتخب الجزائري .
كل هذا في الحقيقة أمر لا ينكره أحد بما في ذلك اللاعبون والطاقم الفني والإداري ، وكل هذا لا يجب أن يثنينا عن تدعيم منتخبنا والوقوف إلى جانبه في هذه الظروف ، لأننا لا نملك منتخبا ولا وطن سواه ولن نعشق ولن نحب منتخبا ولا وطن سواه ، ولن ننحني ونفقد الصواب ونشكك في أبنائنا مهما كان الحال لأن المستقبل لنا ونحن الذين سنكون ضمن الكبار في المونديال ، وليس عيبا أن تسقط لأن المهم هو النهوض بعد السقوط .
المهم أن نصحح كل الأخطاء التي ارتكبت في تحضيرنا للموعد القاري والتي ارتكبت في مباراة مالاوي ونستعيد معنوياتنا وثقتنا في أنفسنا عند مواجهة مالي وأنغولا وبعدها عند التحضير للمونديال .
المهم أيضا أن نطوي صفحة مالاوي ولا نمزقها لأن دروسها جد قيمة وسنستفيد منها اليوم وغدا في أنغولا وجنوب إفريقيا وبعدهما ، ولا ننسى بأننا لم نشارك في نهائيات كأس أمم إفريقيا منذ 2004 .
والأهم من كل هذا أن لا ننسى بأن نفس اللاعبين والطاقم الفني هم من صنعوا مجد الكرة الجزائرية منذ أسابيع وهم من نعول عليهم لتشريفنا في المونديال ، ولا ننسى بأن هؤلاء هم أبناؤنا، وحتى وان قسونا عليهم وانتقدناهم فإننا نبقى نحبهم لأننا نحب وطننا الذي لا وطن لنا سواه ..
م.ن.ق.و.ل