وقعت ثلاثة أنفجارات في منطقة كركوك مما أدى إلي مقتل 27 وأصابة مايقارب 89 عراقي أخرين أغلبهم من قوات الأمن العراقية. ولقد أستهدف الهجوم الذي يعد الأكبر من نوعه في الشهرين الماضيين مركز مدينة كركوك التي يسكنها العديد من العشائر والجماعات العرقية المختلفة, وتعد واحدة من أغني مدن العراق بالمصادر الطبيعة وبخاصة البترول.
وقد أكد المسؤولين العراقيين أن الهجموم الأول أستخدم فيه عبوة لاصقة تم وضعها أسفل سيارة مدنية وتفجيرها بالقرب من مقر قيادة الشرطة بالمدينة. وقد أنفجرت العبوة الثانية والتي كانت عبارة عن سيارة مفخخة بعد عدة دقائق من الأنفجار الأول وأستهدف الكثير من العراقيين المدنيين وقوات الأمن التي تحركت إلي مكان الحادث الأول لمساعدة الضحايا. وقد أنفجرت عبوة ثالثة بعد ما يقرب من ساعة من الأنفجارين الأولين بالقرب من مبني المحافظة بوسط المدينة وأستهدفت موكب أيراص محمد رئيس قسم التحقيقات الجنائية بالمدينة.
وتعتقد المصادرة العراقية الرسمية أن تلك الهجمات قد قام بتنفيذها تنظيم القاعدة في العراق كرد على العمليات التي قامت بها قوات الأمن العراقية في اليوم السابق للهجوم وأسفرت عن القبض على أربعة من قيادات التنظيم بالعراق. وتعد القاعدة كذلك المسؤول الأول عن قتل 24 من عناصر قوات الأمن العراقية منذ أكثر من أسبوعين عن طريق أستخدام سيارة مفخخة في مدينة الحلة جنوب بغداد.
لقد سئم العراقيين العنف المتصاعد وأستخدام الدين لتبرير عمليات قتل العراقيين الأبرياء التي تقوم بها الجماعت المتطرفة مثل تنظيم القاعدة. فلقد قتل تنظيم القاعدة في العراق أعداد من العراقيين الأبرياء تفوق بكثير الأعداد التي قامت قوات الأحتلال بقتلها منذ غزو العراق في عام2003 واكثر من الأعداد التي قام صدام حسين بقتلها خلال أيام حكمه الديكتاتوري للعراق. وتدعي القاعدة أنها تقوم بقتل العراقيين الأبرياء من أجل تحرير العراقيين بشكل عام. وأذا لم يكن ذلك المبرر مناسبا في بعض الأحيان ولا يقبله الناس فأن القاعدة لاتفتقر إلي خلق أسباب أخري لتبرير عمليات القتل التي تقوم بها ضدناو فهم يدعون مرة أنه يقتلون العراقيين الأبرياء من أجل تحريرنا من الأحتلال ومرة أخرى من الشيعة ومرات أخرى يقولون أنهم يريدون تحريرنا من المسيحيين أو من معاصينا وذنوبنا.
يجب على الجميع أن يؤمن وأن يعرف أنه في العراق الجديد لا طريق أمامنا لحل مشاكلنا وخلافتنا إلا عبر الحوار وصناديق الأنتخابات وليس عبر أرقاة الدماء والقتل. ونحن نعتقد أن القاعدة والجماعات المسلحة الأخري التي تسيتخدم العنف لابد وأن تراجع نفسها وتقوم بأستخدام وسائل أخري أكثر أدمية بعيدة عن العنف من أجل التعبير عن أرائهم وخلافتهم مع العراقيين الأخرين. فنحن لانعتقد أن هؤلاء العراقيين البسطاء الذين يعملون في قوات الأمن بكركوك من أجل أطعام عوائلهم, وكذلك العراقيين الذين تم قتلهم من قبل القاعدة, لهم أية علاقة بالأحتلال أو الشيعة أو ذنوبنا ومعاصينا ولا يجب أن يتم ذبحهم بتلك الطريقة.