روجينا نجمة تجمع في شخصيتها الكثير من الصفات الجميلة المكمّلة لبعضها، وهذا كما يقول برجها الفلكي "الحمل"، فهي رقيقة، جميلة وحنونة بشدّة، وأيضاً تكون قاسية عند اللزوم، عاقلة ومتصالحة بدرجة كبيرة مع نفسها، تترك كل شيء لقضاء الله وراضية دائماً بما يمنحه لها في كل شيء، وكما هي متميّزة في شخصيتها ومختلفة جداً في أدوارها، ولاستيضاح الكثير عن العمل والحياة كان هذا الحوار مع الموعد في جلسة بعيدة كل البعد عن الروتين والرتابة.
لام الكثيرون "روجينا" على مساحة الدور في مسلسل "في إيد أمينة" بالرغم من جمال الشخصية واختلافها الكامل عنك وأسباب قبول روجينا للدور.. ألم تشغلك المساحة خصوصاً وأنتِ بطلة فعلية لمسلسلات سابقة؟
أحب الأعمال إلى قلبي بقصتهبالفعل الدور مساحته كانت صغيرة وشخصية "عايدة" تظهر في الحلقة الحادية عشرة تقريباً، ولكن التركيبة الغامضة المليئة بالكثير كانت عاملاً مهماً لقبولي الدور، بجانب انني منذ فترة كنت معتادة على دور البنت البسيطة الشعبية ومشتاقة لدور مختلف، والأهم من كل هذا هو وجود إسم "يسرا" في العمل، فهذه سيدة تتمتّع بجمال وحضور فوق الوصف ولها قاعدة مشاهدة عريضة لا يختلف عليها أحد، فهي فنانة وإنسانة جميلة والعمل معها متعة، وفي البداية والنهاية الدور لا يقاس بالمساحة إنما بحجم تأثيره، وأعتقد أن "عايدة" كانت مؤثّرة.
الرومانسية الحسّاسة،
أعرف جيّداً أن روجينا بجانب عقلها رومانسية جداً، هل شاهدتِ سيل المسلسلات التركية الرومانسية مثل "نور" و"سنوات الضياع"؟
لا للأسف لم أشاهده، ولكني سمعت كثيراً عن هذه المسلسلات، وأنا رأيت الممثلين في "مهرجان القاهرة السينمائي" وكانوا لطفاء.
الكثير يرى أن الرومانسية والحب الآن أصبحا رفاهية وليسا أساساً في الحياة، ما رأيك؟
بالطبع لا، الحب أبداً لم يكن من رفاهيات الحياة، فهو من ضروريات الحياة، بل هو الحياة ذاتها، وكل إنسان عندما يحب دائماً يخرج أجمل وأفضل ما بداخله، وطالما الأنسان في حالة حب يعطي أفضل ما عنده.
كانت لك تجربة هي الأجمل في الرومانسية التلفزيونية على الإطلاق مع الرومانسية منى نور الدين "كلمات" لماذا لم تكرري التجربة الحالمة الرومانسية هذه؟
بعد ضحكة ساحرة أجابت: فعلاً "كلمات" من أحب الأعمال إلى قلبي بقصته الرومانسية الحسّاسة، ومنى نور الدين من أفضل الكتّاب عندنا، مؤلفة حسّاسة وصادقة ورومانسية، وأتمنى أن أكرّر التجربة مع ورق منى نور الدين، وأيضاً نحن بأشد الحاجة للرومانسية في عصرنا هذا.
هل تعتقدين أن الدراما التركية وغيرها من الأعمال المدبلجة تنتقص أو تقلّل من قيمة الدراما العربية؟
لا، إطلاقاً، فهي مجرّد ظاهرة فنية ولن تستمر، وسوف يعود الجمهور العربي إلى الدراما العربية بوجه عام بعد فترة ليست بالبعيدة عند تشبّعه من هذا النوع من الدراما المختلفة في ظاهرها فقط.
ثارت في الفترة الأخيرة شائعة تتحدث عن مبالغة روجينا في أجرها ورفضها أعمالاً بسبب الأجر وما شابه ذلك، ما هي حقيقة الأمر؟
هذا كله لم يحدث، اعتذاراتي تكون دائماً لأسباب بعيدة عن الأجر، وأنا على كل حال أجري معروف ومعلوم لدى جهات كثيرة وإن كنت لم أبالغ في أجري على الإطلاق.
بعيداً عن التلفزيون وشائعته أين السينما، ألم تشعري انك لم تأخذي حقّك فيها كما أنتِ في التلفزيون؟
"الفرح" هو أحدث أعمالي وتدورسأقول لك:ِ السينما طول عمرها لها مقاييس مختلفة تماماً عن المسرح أو التلفزيون، فعندك مثلاً أشرف عبد الباقي ممثل وفنان متمكّن لأبعد درجة ولا يختلف على موهبته إثنان وقد حقّق ولا زال يحقّق نجاحات كبيرة في التلفزيون مع "حكايات زوج معاصر" والآن "راجل وست ستات" بأجزائه الأربعة، فهو يستحق أعمالاً أكثر وأكثر في السينما، ولكن كما قلت السينما توليفة خاصة تعتمد على الأرباح أحياناً دون النظر للمضمون.
أحداثه في 24 ساعة
ولذلك عندما أجد فرصة جيّدة بمضمون لا أتردّد، ومؤخراً شاركت أشرف في "على جنب يا اسطى" لأنه عمل مختلف وقصة إنسانية كوميدية، وللكيمياء المرعبة التي بيني وبين أشرف وأول تعامل مع المخرج سعيد حامد كنت سعيدة بهذا التعامل جداً، خصوصاً وأنه طلبني للعمل دون سابق معرفة بيننا، فهذا أول عمل، والسينما قادمة قادمة.
عرض عليك فيلمان في الفترة الأخيرة، اعتذرت عن واحد وانتهيت من تصوير الثاني، فما هو تفصيل الاعتذار والفرح؟
(تضحك) "الفرح" هو أحدث أعمالي وتدور أحداثه في 24 ساعة، وعندما أرسلوا السيناريو لي أعجبني جداً فأحداثه بعيدة تماماً عن "كباريه"، التشابه الوحيد أن الأحداث في 24 ساعة، والعمل من إنتاج السبكية وعمل مميّز جداً ودوري مختلف تماماً، وستتعجّب إذا قلت لك اني زوجة صاحب "الفرح" ولا تسألني كيف، وأنا سعيدة بالعمل مع "السبكية"، لأنهم يتقون الله في عملهم، فهم يوفّرون كل سبل النجاح والتميّز لأعمالهم من دعاية وإنتاج وتسويق وكل شيء، والتوفيق من عند الله قبل وبعد كل شيء.
والفيلم الآخر؟
لا شيء، عمل جيّد أيضاً، ولكني تعوّدت، ومنذ فترة طويلة ألاّ أقبل عملاً فنياً إلاّ بعد استخارة، وأنا استخرته أكثر من مرة ولم أشعر براحة فاعتذرت لأني سبق وقدّمت عملاً بدون استخارة وصادفني عذاب وانتهى على خير، ومن يومها عاهدت نفسي أن الإستخارة هي الفاصل في أيّ عمل.