غريب ٌ أنت يا زمان
غريب ٌ أنت يا زمان
الانسان فيك لم يعـُد إنسان
حتى الوفا
حتى العطاء
ذهبوا هباءا ً ضاع الأمان
غريب ٌ أنت يا زمان
الانسان فيك لم يعد إنسان
ندور في رحاياك تائهين
وفي بحورك هائمين
شاردين
تارة ً نطفو وتارة نغرق
وأصبحنا في الختام
بنا يستهان
أما الأمان
فلم يعد له في قاموسك مكان
ولم تعد البشر تلك البشر
ولم تعد الحياة تلك الحياة
حتى المكان لم يعد نفس المكان
غريب ٌ أنت يا زمان
الانسان فيك لم يعد انسان
مزقت أوصال الحياة
قطعت شريان الهمم
هدمت أسوار الأمل
مسخت الانسان بالشيطان
غريب ٌ أنت يا زمان
الانسان فيك لم يعد انسان
تلك أمى وهذا أبي
وهذه أختى وهذا أخي
وهذا حبيبي وهذا غدي
تجمعوا حولي
والكل عني يزود
فلم تشفع صلاتي
ولم تفلح حياتي
أن تغير ما منك كان
وأتيت أنت بسيف ٍ
لم يعرف حياءا ً
ولم يرحم ضعيف
وأقام علـــي الحد
وقال إني مـُدان
غريب ٌ أنت يا زمان
الانسان فيك لم يعد إنسان
لماذا أيها الزمان
أما آن الآوان
للود للسلام
أن نتحد معا ً
ونصنع نحن ُ الختام
افعل بــي معروفا ً
وانسى ما بيننا وما قد كان
ودعنا نعش حياة
ً
ملؤها الود والوئام
دعنا نهيم ُ بروح ٍ
لا تعرف الا السلام
وعُد كما كنت
كما كنت يا زمان
قبل أن تكون غريبا
ً
وعندما كان الانسان ُ إنسان
بقلم
الأديب (عماد)