في حالة من هِستيريا الإحساس
تمازجت فِيها إنفعالات الحنِين
بثورة تمرد الأنِين
و تشابكت فيها حبائِل الشوق
بإضطراب شِباك الأسى
و تآلفت فيها صَرعَات الوداد
مع كامِل الأسَف
في حلقة من حلقات مسلسل الحِرمان
و بحث عن خريطة أرخبيلات الأمان
لتحيك النفس من وتر حُروفها
أحاسِيس جديدة لا أسماء لها
لا في أشعار قبائِل العرب البائدة
و لا في مطبوعات دور النشر الجدِيدة
فِيها اللوعة و فيها اللهفة
مجرد كلمات على الهامِش
فيها الحسرة و فِيها حروف الآه
أسماء عبثية للألم في ليلة سُهادية
ببساطةٍ هي أحاسيس
تفيض من ينبوعِ الحياة
على بساطِ الروح تنساب
لتطير به بين السحَاب
أو تخسف به في أسفل السَّافلين
أحاسِيس عذراء
من شدة بساطتها لا توصف
كالسَّهل الممتنع
فيكفِي أنها تحيا بين الناس
دون ينال مِنها تواتر الزمان
في لحظة الهِستيريا هاته
أحسَست بالضيق
من شهِيقي و من زفيري
من أنفاسِي
و هي ترنو للقاء نفسِي
ففتحت نافِذة ذكرياتي
لعلي أجِد رحابة تتسع لضيق آمالي
فدلفت من النافذة رِيح قديمة
لا بشرقية و لا بِغربية
تنحت قمم الجبال وفق هَواها
و تبقي على الأطلال عِبرة في طريقها
ريح من سهَام الزمن
رماها قوسُ القدر
تبغي الروح قرباناً للماضي
لم أفطن لها و أنا الهائمِ في دنياي
في حالة من هِستيريا الإحساس
إلا و هي تهز بنسماتها عِماد وجداني
و ترتعد لصرِيرها من الوجل فرائصي
حتى أحسست بالقرِّ يسري في كياني
فإنتزعتني من شطحَات فؤادي
الذي تتنازعهُ بناته من أحاسيسي
و لتذكِّرني
بأني فقط أهِيم في هيستيريا أحلامي
راقت لقلبي