هو العراق غد في الشرق يضطهد
وقد من الجمرلا غيث ولا برد
هو العراق أطال الظلم محنته
وقد تساوت به الآكام والنجد
ياضحكة الفجر حتى في تظلمها
قد كان فيك يحوم الصادح الغرد
أصابع الحقد مدت فيك ياوطني
ليمحق الخصب موتور ويختضد
تمحى السعادة من عينيك في إحن
ويمكث الغم في جنبيك والكمد
لأنك الغيث تسقي ورد روضتنا
لأنك الحب تلقى بغض من حسدوا
يمشى بركبك هذا الدهر متئدا
حتى العداة على مسراك تتأد
تصبو اليك جميع الناس في وله
لأنك الحب لاحقد ولاعقد
لأنك الهدي في درب يجد به
حدي الهداة فلا زيغ ولا أود
يادمعة العز تهمي حين ذلتها
ياجذوة الكبر تضرى حين تتقد
ياشهقة الوجد تعلو حين صبوتها
يازفرة الألف تذكو حين يبتعد
فأي مصر سوى عينيك يعجبنا
وأي نهر سوى نهريك نفتقد؟
وأي فخر سوى ما فيك يلهمنا
وأي هدي سوى مافيك نعتمد؟
هويتى مقلة في الجسر دمعتها
(في طرفها حور) تبكي وترتعد
وطفلها غارتا عيناه من سغب
قد جف في ثديها ماكان يزدرد
عز الدواءُ وعز الخبز فى وطن
فيه الوباء كخيل السبق يطرد
وفاقد العز يبكي ملئ محجره
وليس عيبا إذا يبكي ويجتهد
توحد الشرق يبغي محق من ركعوا
وحشد الغرب يبغي قتل من سجدوا
******
هو العراق له الايمان منتصر
لما عليه جموع الكفر تتحد
لإنه الرفد في الجلى لمسغبة
لم يرفدوه بأدنى الود من رفدوا
فيه الوفاء أرادوا وأد طلعته
فاستعصم الحق قبل الوأد قد وئدوا
فيه الأباة يجوس العسف أوجههم
وما سوى الرفض فيهم قط لايجد
مقيدون وهم احرار معتقد
مكبلون وما أزرى بهم صفد
دم الضحايا لهم رؤيا مجنحة
ليشمخ الرفض لما يعظم الحرد
بهم تلوذ حشود وهي مطلقة
وهم حضور وإن غابوا وإن فقدوا
يبقى الجهاد سناء في توقدهم
لاينطفي الجمر حين الوهج يتقد
أرجوحة الموت جاؤوها بلا هلع
صوب الشهادة لاقيد ولارصد
لما غدا الدين يعلو صوت ندبته
وندبة الدين لم يسمع بها أحد
تزملوا الحتف إذ دارت دوائره
تسربلوا الموت عند النقع واحتشدوا
لولاهم الدين طارت فيه طائرة
يهوي بها الزيغ في بحروتفتقد
يابسمة الظلم من أشدق مقصلة
تجهمي فالهوى في قلب من صمدوا
ترى العيون بفضل الهدي مسلكها
لاينكر الضوء إلامن به رمد
إن السبات على الأورام ذو خطر
لاتفسد الروح حتى يفسد الجسد
لاتحسب البعد يمحو فرط لهفتنا
فكامن الشوق في الأضلاع يتقد
مواطن البغض تنأى حين نقربها
وموطن الحب يدنو حين نبتعد
منقول