الشاعر الوزير محمد حسن حمادي الملقب بـأبي المحاسن من رجال وفضلاء مدينة كربلاء المقدسة.
ولد في عام 1876 متلقياً في رحاب المدينة دراسته الاولى ومشاركاً شعراء ثورة العشرين التحررية المجيدة، في شعره الوطني الذي راح يلهب به ظهور المحتلين ويؤجج حماس الجماهير ..
ولم وتلن قناة الشاعر حيث كان كالطود الشامخ صامداً، وقد اعتقل في سجن الحلة، ومن هذا السجن راح يردد بحماس الشاعر الوطني قصائد في حب الوطن المفدى داعياً للوحدة العربية..
مقولي ماض وسيفي مثله
وجناني ثابت لم تخِن
لم الاخلاق من منتقد
في رسرور كنت او في حزن
ان اكن احسب فيكم مجرماً
فانا المحسن عند الوطن
سيئات صنعتني عندكم
حسنات عنده ترفعني
للشاعر محمد حسن ديوان ضخم في المكتبة العربة وكان يجيد اللغتين التركية والفارسية ولغة الضاد المجيدة العظيمة.
وهو اول رئيس للبرلمان العراقي عام 1920 وايضا اول وزير للمعارف تقلد في وزارة جعفر العسكري منصب وزير المعارف عام 1923 وفي 1924/5/27 قدم استقالته من وزارة المعارف التي اسندت اليه بعد عدم اقرار طلبه القاضي بتعديل المعاهدة العراقية البريطانية ومن شعر أبي المحاسن في وصف الساعة..
فلكية رصدت بها اوقاته
في المشرق النائي واقصى المغرب
تحوي بروج الافق الا أنها
خصت منازل سيرها للعقرب
غيداء جائلة الوشاح تسترت
عن ناظريها بالغشاء المذهب
وكأنما الرقاص فيها ماجن
خلع العذار على السماع المطرب
ان قيدت سارت وان اطلقتها
وقفت وقوف الحائر المتهيب
شرقية الانساب الا أنها
قد ألبست ثوب الكمال الاوربي
حملت على عهد الرشيد هدية
لمليك رومة شارلمان الاغلب
قالوا فيه
(ان دراستنا الفنية تقوم على اللغة والصورة والايقاع وان النصوص الشعرية لابي المحاسن لم تفعل ابداً التراث القديم في القصيدة العربية، وقد وجد لها فيها اوجه بيان كثيرة من التشبيه والاستعارة والكتابة وغيرها وان ابا المحاسن امسك العصا من المنتصف بين نظريتين هما الفن للفن والفن للحياة).
محمد علي الخطيب
(ان ابا المحاسن لم يكن شاعراً فقط بل كان مجاهداً ومن شعراء السجون الذين نظموا الشعر، وان مستواه يقترب من مستوى الشاعرين foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/?foraten.net/? شوقي ومعروف الرصافي).
عبودي جودي الحلي
(كان شعر العلامة أبي المحاسن نقداً للواقع المعاش آنذاك ومحملاً بالروح الثورية والتمرد على ذلك الواقع المتفسخ وقد حفل شعره بكل معاني الانتصار للفقراء والمحرومين فضلا عن انه كان معتزاً بقوميته العربية وظهر هذا الاعتزاز في مجمل قصائده التي كتبها عن الوحدة العربية وحب الوطن ومقاومة الاستعمار وحمل شعرسمات دينية فله قصائد عصماء في رثاء الامام الحسين (ع) كونه كان سياسياً، وليس شاعراً فقط، فقد امتاز شعره بالروح السياسية والنقد الموضوعي لتلك الحقبة من الزمن)
محمد عبد فيحان
رحل الشاعر الى رحاب الله في 1926/6/24 رحم الله وعطر ضريحه ودفن في الصحن الحيدري الشريف.