أيام قلائل و يزورنا ضيف جليل، يقيم بيننا قليلاً ثم يرحل.
و شوقنا إليه لم يفتر ، كلنا يود رفده و استضافته و في هذا يبرز التفاضل بين الناس من أناس أقاموا مأتماً للعزاء و آخرون انشغلوا بإعداد الأطعمة و آخرون بالمشاركة و آخرون اكتفوا بالتفرج.
محرم ذهب و محرم أتى أين نحن ؟
و ما هي التطورات و النقلات في حياتنا خلال هذه المحطة ألا يقول الرسول ( ص) :
( من كان يومه أسوأ من أمسه فهو مغبون)!
هل نحن مستعدون بخطط و أفكار جديدة لمحرم هذه السنة ؟
هل نحيي هذه الذكرى حضارياً ؟
أم ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج ؟
منذ متى نحيي هذه الذكرى ؟
و نحن في المهد نسمع لفظ حسين و شببنا و ترعرعنا على هذا و لكن في المرحلة الراهنة
أين نحن؟
و ما هي الاستفادة من عاشوراء ؟
لأناس تكون الاستفادة هو حصول أيام العطلة، لآخرون الأكل في المآتم،
بينما ينفرد آخرون بنية إحياء الشعيرة و التمسك بالدين
علينا تحديد موقعنا في الخارطة كي نعلم مسافة و اتجاه المسير نحو الهدف!
نعم المسألة ليست مسألة تقصير بالمادة بقدر ما هي أسلوب معنوي نتبعه،
بدلنا الكثير من المال و أحيينا الشعيرة بمنظورنا
و شاركنا بتوزيع المأكولات و المشروبات
يقول الإمام الصادق –ع- :
(شيعتنا كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا)
ونذكر قول الإمام أمير المؤمنين –ع -:
( رب تال للقرآن و القرآن يلعنه )!
يقول الإمام الباقر – ع – لأبي جعفر الجعفي:
(( و ما كانوا يعرفون إلا بالتواضع، و التخشع، و الأمانة، و كثرة ذكر الله، و الصوم و الصلاة، و البر بالوالدين، و التعهد بالجيران من الفقراء و المساكين و الغارمين و الأيتام، و صدق الحديث، و تلاوة القرآن، و كف الألسن عن الناس إلا من خير، و كانوا أمناء عشائرهم في الأشياء )).
ونسال الله تعالى ان يوفقنا لنكون من انصار الحسين بكل معاني النصرة التي ارادها الله منا ورسوله واهل بيته حتى نكون من المرحومين
فسلام على سيدنا ومولانا رسول الله واهل بيته الكرام
السلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين
حشرنا الله واياكم مع محمد وال محمد
وأسالكم الدعاء