عقد مجلس النوّاب العراقي الاسبوع الماضي جلسة مفتوحة بعد مئة يوم من الانتخابات ، و هذا ثاني برلمان حر ديمقراطي ينتخب في العراق بعد سقوط الدكتاتورية و برغم أن البداية غير مشجعة لان الجلسة كانت مفتوحة، بسبب عدم اتفاق الكتل والمكونات كافة على انتخاب رئيس لمجلس النوّاب وغيرها من المشاكل العالقة.
لكن المواطن العراقي يأمل أن تكون هذه فاتحة خير لمرحلة جديدة باتجاه تنفيذ الوعود الانتخابية بغض النظر عمن سيكون رئيسا للوزراء أو للبرلمان أو للجمهورية. لإن المواطن غير معني مباشرة بشخصية القيادات السياسية بقدر ما هو معني بالانجازات التي يمكن ان يقدمها هؤلاء للشعب.
كانت عدم الجدية في العمل والغياب المستمر،عدم تفعيل لجان البرلمان من اهم الانتقادات ضد البرلمان السابق, بصراحة القول لم يكن معظمنا راضين تماما عن أداء البرلمان السابق و الكثير منا قال بان النواب السابقين نسوا معاناة الشعب العراقي منذ اللحظة التي جلسوا فيها على الكرسي وهذه حقيقة يجب أن يضعها السادة الجدد القادمون الى البرلمان.
كل ما نطلبه من النواب الجدد بان يفهموا صميم معاناتنا وان لا ينشغلوا عنا و ان لا نغيب عن أنظارهم وأفكارهم و نريدهم ان يكونوا على يقين باننا سوف نذكرهم بوعودهم الانتخابية، و اننا سوف نذكرهم بحالة الكهرباء والماء والصحة.
نحن نطلب من السادة النواب ان يعملوا على تحسين المستوى المعيشي للفرد العراقي و توطيد الوحدة الوطنية العراقية و العمل على تثبيت الأمن ومحاربة الأرهاب وان يشيعوا مباديء احترام حقوق الإنسان والعدالة في كل مجالات الحياة لان هذا هو صميم عملهم.
نحن نعرف جيدا أن النواب لا يملكون العصي السحرية لينقلونا من حال الى حال، وإن الواقع هو اصعب بكثير من طموحاتنا و متطلباتنا المتواضعة لكن الإشارة الحقيقية لجدية العمل هي أن نرى بوادر العمل الجاد و البناء والإعمار، لا بوادر الركض وراء المصالح والامتيازات.