قالتْ لي:
مقدوركَ أبداً أن ترصُدَ أطيافَ المحبوب
لا تجدَ إليهِ سبيلاً طــــــــولَ العمرْ
فقلتُ لها:
أثخنْتِ جِراحي يا خالةُ
ماهذا المقدورُ المكتوبْ
كلُّ الأحزانِ هنا اجتمعتْ
والقلبُ - الصخرةُ - صارَ يذوبْ
والخوفْ؟ … ! لماذا الخوفْ؟
ضيَّعتُ الدنيا من خَوفي
ما كانَ لزوماً أن أُمْضِي الأيامَ هروب ***
استشهدَ قلبي في كفيّهْ
ورجوتُ الرحمةَ في عينيهْ
وحسبتُ الجنةَ في شفتيهْ
أنفاسي تلهثُ خلفَ الوهمْ
خطاي تهيمُ وراءَ سرابْ
فِنجاني …!يا خالةُ ملآنْ
أعرفُهُ … ممتلئٌ أحزانْ
لكنِّي أعشقُ أحزاني …
وأموتُ إذا فَرِغ الفنجانْ
***
مقدوري أنْ أَمضي أبداً في بحرِ الحبِّ بغيرِ قلوعْ
وأعيش حياتي أتخبَّطُ في بحرِ دموعْ
***
حقاً ياخالةُ سَجَنَتْني ما بينَ الماءِ وبينَ النار
الماءُ يُحاصرُ أنفاسي …
ودَمي يَتبخَّرُ فوقَ النار
وشِراعي يَضعفُ يا خالةُ في وَجهِ الريحْ
يَتَهاوى قُدَّامَ الإعصارْ
ما عادَ فؤادي محتملاً … للهيبِ النارْ
والحبُّ؟ …
هنا باقٍ …
في صدري
وبقاءُ الحبِّ …
(خلودُ الحُبِّ) هو الزورقُ وهوَ التيارْ
آهٍ … ياخالةُ ماأجملَ عينيها
فمُها خالةُ خمرَ العنقودْ
ضِحكتُها …
أعذبُ لحنٍ في الدنيا
أحلى مُوسيقا العالمِ تصبحُ ساذَجةً
إن ضحكَتْ … ياخالة
***
لا يا خالة، قد أخطأتِ الآن
فأي جنونٍ هذا … أي جنونْ
شعرُ فتاتي غير مُضفّر
لا يعرِفُ سفراً في الدُنيا، يَمتلئُ سُكونْ
أتمنَّى يا خالة أنْ ألمِسَهُ بيدي مرّة
أنْ يغمُرَ وجهي …
أتثنَّى بينَ الخُصُلاتِ كما المجنون
فأنا ياخالةُ مفتونٌ … فأنا مفتون
***
هل قُلْتِ سمائي ممطرةٌ ؟…
هل قُلْتِ طريقي مَسدود؟
سأحطِّمُ كلَّ سدودِ العالمِ
وسألبسُ في عنقي حِرْزاً …
وسأَدنو منْ سورِ حَديقتِها
وسأقتحِمُ القصرَ المرصودْ
وسأدخل حُجرَتها وسألمِسُ يدَها …
وأحاولَ لثمَ مفاتِنِها
وليكُنِ الطوفانُ … الموتُ … الفقدُ
فلنْ أتراجعَ – ياخالةُ - عنْ حُبي المنشودْ
***
مهلاً يا خالةُ لا تَطَئي كبِدي … فأنا ولهانْ
سأُفَتِّش كُلَّ بقاعِ الأرضِ
الغاباتِ … القممِ … الوديانْ
لكنْ لنْ أقبلَ أن أُهزَم …
أن أَرجِعَ مَكسورَ الوُجدانْ
إطلاقاً، صعبٌ، ومحالٌ
فأنا ياخالةُ هيمان
ما أسخفَ أن يهوى رجلٌ
يتقاعسُ إنْ فَقَدَ العُنوان
وأنا عنْ حُبي لنْ أرجِعْ
مهما كلَّفَـــنَي منْ أحزانْ
فهُمومي أغلى ما عِندي
وأموت …
أموتُ إذا فَرِغ الفِنجان
منقول