لم يرض فريق الصداقة الاكتفاء بإنجاز الوصول الى الدور نصف النهائي من بطولة الأندية الآسيوية في كرة الصالات "فوتسال" فتمرد على تعقيدات الكمبيوتر الياباني المتمثلة بإبداعات ناغويا لا بل تفوق عليه في معظم فترات المباراة وجره الى وقت اضافي قبل أن تصطدم طموحات بطل ثنائية الدوري والكأس اللبنانية بحكم قيرغزستاني طارئ على اللعبة بشهادة وإجماع معظم الذين كانوا في الملعب.
وانتظر الجميع أن يكتفي الصداقة بإنجاز الوصول الى المربع الذهبي في أول مشاركة له لكن مجريات الوقت الأصلي فاجأت الجميع حيث قدم أداء طيباً على غرار مبارياته الثلاث الماضية وقارع خصمه مقارعة الند للند ونجح في إدراك التعادل وكان قريباً جداً من حسم اللقاء في وقته الأصلي بعدما أصاب القائم والعارضة.
ولم يتمكن ناغويا من تسجيل هدف التقدم إلا بعدما استغل الأكثرية العددية اثر طرد اللاعب حسن شعيتو لتنتهي المباراة (2ـ1)، وقد افتتح اليابانيون التسجيل بواسطة كاورو موريوكا (3) وعادل علي الحمصي (34) قبل أن يسجل ميدا يوشيفومي هدف الفوز (41).
وبمعزل عن طريقة الخسارة خرج الصداقة بمكسب كبير هو الاحتكاك بأفضل لاعبي القارة الآسيوية على صعيد هذه اللعبة. وهو سيخوض غداً مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع مع الخاسر من مباراة نصف النهائية الثانية بين الريان القطري المضيف ونادي شهيد منصوري الإيراني.
وكان الصداقة بلغ هذا الدور بفوزه على أردوس الأوزبكستاني محتلاً المركز الثاني للمجموعة الثانية خلف شهيد منصور في حين تصدر ناغويا المجموعة الأولى بجدارة متفوقاً على الريان القطري.
وكان يعرف الصداقة سلفاً أن مهمته ستكون صعبة في هذه المباراة لكن اللاعبين والجهاز الفني صمموا على عدم الاستسلام بسهولة وعلى بذل كل المجهود لتقديم الأداء الرجولي للمحافظة على السمعة الطيبة للـ "فوتسال" اللبناني.
وفي ظل غياب قائد الفريق والمنتخب اللبناني ربيع أبو شعيا الموقوف لنيله انذارين في الدور الأول وجد المدرب حسين ديب نفسه مضطراً لإشراك المقدوني زوران ليفيسكي اساسياً بدلاً من البرازيلي سيرجيو لوتش ومعه جوني كوتاني وخالد تكه جي في حين دخل حسن شعيتو صاحب هدف الفوز في المباراة الماضية في الخماسي الأساسي لأول مرة في البطولة. كما لبس الحارس ربيع الكاحي شارة القيادة بدلاً من أبو شعيا والأخير سيعود الى فريقه في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
ولم تكد تمضي دقيقة واحدة على بداية المباراة حتى كسر اللبنانيون حاجز الرهبة مؤكدين أن وصولهم الى هذه المرحلة لم يكن صدفة، وراح يهدد المرمى الياباني بفرص حقيقية، لكن خبرة ناغويا جعلته يتقدم بواسطة كاورو موريوكا، لكن هذا الهدف لم يحبط عزيمة الفريق اللبناني لا بل أنهى الشوط الأول بكفة تميل لمصلحته من حيث السيطرة.
ولم يتغير الحال في الشوط الثاني إذ حرمت العارضة "الفنان" والمبدع خالد تكه جي من إدراك التعادل وفي هذا الوقت ووسط الضغط اللبناني كان الحارس اللبناني ربيع الكاخي حاضراً في الهجمات المرتدة إلى أن اقتنص علي الحمصي هدف التعادل وسط ذهول الجميع، والمفاجأة كانت أن الصداقة أمسك بزمام السيطرة ولاحت له أكثر من فرصة كان آخرها لأحد إكتشافات البطولة حسن شعيتو الذي راوغ لاعبين يابانيين في مساحة ضيقة وأصاب القائم، قبل أن يمنحه الحكم الانذار الثاني فغادر الملعب قبل 45 ثانية على النهاية.
وأكمل الصداقة الوقت المتبقي بأربعة لاعبين مقابل خمسة ووحدها العناية الإلهية انصفته لتتجه المباراة الى الوقت الإضافي حيث كان على بطل لبنان أن يخوض دقيقة و45 ثانية منه بأربعة لاعبين وهي فرصة صمم ناغويا على عدم التفريط بها فإقتنص له ميدا يوشيفومي هدف الفوز.
مثل فريق الصداقة في هذه البطولة حارسا المرمى ربيع الكاخي، حسين همداني واللاعبون: ربيع ابو شعيا، خالد تكه جي، جوني كوتاني، حسن شعيتو، علي الحمصي، جوزف عطية، حسن باجوق، مصطفى سرحان، طوني ضومط، العراقي مروان زورا، البرازيلي سيرجيو لوتش والمقدوني زوران ليفيسكي.
ديب: الـ "فوتسال" في لبنان بإمكانها أن تقدم الكثير بعد
وأسف مدرب الصداقة حسين ديب لمستوى الحكام على مدار البطولة بأكملها وتحديداً في هذه المباراة معتبراً أن أحد حكميها كان حاضراً غائباً واتخذ قرارات خاطئة على الفريقين لكن الصداقة كان الأكثر تضرراً لا سيما ازدواجيته في تقدير الحالات ومنها الانذار الأول الذي منحه لحسن شعيتو مع أن الاخير تعرض لعرقلة واضحة من الخلف وكان يستحق الحصول على خطأ بيد أنه إعتبره يتحايل فمنحه بطاقة صفراء أدت الى طرده في نهاية المباراة فيما تغاضي عن الكثير من الأخطاء على اليابانيين وامتنع عن معاقبتهم بالبطاقات الصفراء عندما كانوا يتحايلون للحصول على اخطاء.
ولولا الطرد لكان من الصعب على الفريق اليابانى أن يسجل والدليل أنهم لم يسجلوا اهداف اخرى سوى هذا الهدف. وأضاف "لعبنا بثلاث لاعبين امام فريق لديه 4 لاعبين لمدة دقيقتين وكان لهذا تأثير على النتيجة النهائية للمباراة.
وأكد ديب أن المباراة كانت ممتازة، وخصوصاً أن الفريق اليابانى يلعب كرة صالات أوروبية ويؤدى بشكل جيد فى نفس الوقت الذى ارتفع فيه مستوى فريق الصداقة أمام هذا الفريق صاحب المستوى المتقدم فى اللعبة.
كما أن الكل استمتع بالمباراة ووجدنا طريقة اللعب المناسبة لإيقاف الفريق الياباني، وقد وضعنا القدم الأولى على طريق تطوير اللعبة أكثر وبعد ذلك سوف نحقق نتائج أفضل مستقبلاً لأن لدينا الإمكانيات.
من جهته، نوه خوسيه أديل امارانتيه مدرب ناغويا بأداء الفريق اللبناني وقال عدة مرات للمدرب حسين ديب عبارة "مبروك" باللغة الإنكليزية مشيراً إلى أنه يعرف أن المباراة ستكون صعبة جداً ويعتبر أن فريقه الذي سيسعى للقب في اليوم التالي محظوظ أنه عبر عن الفريق اللبناني.