بدء مسلسل القتل في العراق عبر ادعاءات مقاومة الاحتلال، خاصة بعد ان قامت التحليلات باستبعاد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، بل أن هذه المقاومة باتت تشكل مبررا إضافيا للتواجد العسكري ، فالإدارة الأمريكية كانت ترى الانسحاب في تلك الظروف تنازلا مستحيلا للمسلحين و أنها لن تغامر بسمعتها العسكرية لتنسحب أمام مجاميع مسلحة متشعبة الأهداف وتترك العراق تحت رحمتها.
لكن العراق و اميركا وقعا الاتفاقية الامنية و تم تخفيض عدد القوات كخطوة اولى للانسحاب الا أن تدهور الوضع الأمني استمر في و توالت موجات بربرية من التفجيرات بالسيارات المفخخة و الصواريخ و العبوات الناسفة والاغتيالات بكواتم الصوت و العبوات اللاصقة.
ولم تتوقف هذه الهجمات لحد اليوم و كان اخرها يوم الخميس الماضي حيث تمكنت القوات العراقية من الجيش والشرطة من إحباط محاولة لاستهداف المنطقة الخضراء ب32 صاروخا كانت معدة للاطلاق في احد البساتين في منطقة الغزالية و تمت عملية العثور على الصواريخ بعد ان رصدت الكاشفات الجوية مكان انطلاق اربعة صواريخ سقطت في وقت سابق على المنطقة الخضراء وانفجرت جميعها في أماكن متقاربة و نتيجة لذلك قامت القوات الامنية وطائرات مروحية تابعة للقوات المشتركة بالبحث عن مصدر انطلاق الصواريخ و العثورعلى المنصة التي انطلقت منها الصواريخ الأربعة من دون العثور على أثر لمسلحين.
تضم المنطقة الخضراء بغداد السفارتين الأميركية والبريطانية، و قصر المؤتمرات العراقي والعديد من المباني الحكومية، وتشهد المنطقةهجمات بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون على فترات متفاوتة، تستهدف غالبيتها مبنى السفارة الأمريكية لكن معظم هذه الصواريخ تسقط على مناطق سكنية داخل او جوار المنطقة الخضراء و تودي بالكثير من الضحايا العراقيين.
و تقوم فصائل مسلحة مختلفة الاجندات بقصف المنطقة على الدوام تحت ذريعة مقاومة الاحتلال و يدعون بانهم مهتمين بمصلحة الشعب العراقي ويحاربون لاجل العراقيين ولكنهم يتجاهلون ان الغالبية العظمى من صواريخهم و مفخخاتهم تاذي المدنيين العراقين الابرياء. فالصواريخ غالبا ما تصيب المناطق السكنية المحيطة بالمعسكرات الامريكية و المفخخات تصيب المدنيين او القوات العراقية لان القوات الامريكية قد انسحبت من المدن منذ فترة طويلة و لا يتجولون بحرية في شوارع البلد كما في السابق.
سوف يتمكن العراق في نهاية المطاف من تجاوز هذه النقطة الحرجة عبر زيادة القدرات الأمنية وخاصة الجوانب الاستخبارية، لكن ذلك لن يعني أمنا حقيقيا الا اذا ما ساهم المواطن العراقي بتعزيز ذلك الامن و تبني المسؤولية و مساعدة القوات الامنية في مكافحة الجريمة والقضاء على الارهاب كما هوالحال في العديد من دول العالم، فالمسألة سوف تتحول من محاولة منع العمل الإرهابي إلى إجهاضه و اقتلاع الإرهاب من جذوره.