لا دخول لمطار بغداد قبل موافقة (كلب)..! - مشاهدات عراقي مسافر لأداء العمرة يصف تجربته الفريدة المضحكة
قد يتوقع البعض أن العنوان فيه بعض المبالغة ولكنها الحقيقة التي رواها لي صديق عائد من الديار المقدسة بعد أدائه العمرة ..
سألني صاحبي : هل كنت تتوقع أن يأتي يوم يؤول أمرنا فيه الى كلب ؟؟ لم تكن لدي إجابة واضحة لكني خمنت أنه يلمح الى أخلاقيات (ولاة أمرنا) وماهم عليه من انحطاط فكري وأخلاقي ، لكنه أصر على ان المعني بكلامه هو كلب حقيقي وليس انسان (مكولب)..!
واردف قائلاً بعد أن لمح امارات العجب وقد ارتسمت على وجهي..
قال : ذهبنا بحافلة كبيرة ضمت عدداً من الراغبين بأداء مناسك العمرة نحو طريق المطار الدولي واجتزنا ثلاث سيطرات عسكرية ثابتة دون عوائق ، وعند السيطرة الرابعة طلبوا منا الترجل ونظم حقائبنا واحدة تلو الأخرى عند كتف الشارع ولك ان تتخيل أين ستوضع آخر حقيبة ، ثم طلب أحد الضباط وهو برتبة مقدم من أحد مساعديه أن يحضروا الكلب ، ذهب المساعد ثم عاد ليخبر المقدم أن المسؤول عن الكلب أعلمه بأن الجو حار والكلب (يتبرد) ولايمكنه الخروج قبل ربع ساعة من الآن .. فانتظرنا ..!!
وصدق الكلب .. فقد اتى مزهوا يهز ذيله بعد ربع ساعة ووقف ينظر إلينا بخيلاء ثم باشر مهمته في شم الحقائب من جهة واحدة حتى آخر حقيبة ليعود ليشم الجهة الأخرى حتى اتى على آخر (السرة) ... ثم عاود (الشم) مرة أخرى من الجهة المقابلة وتوقف ثم جلس قليلاً ليكمل مهمته بعد برهة .. بعدها جلس لخمس دقائق ونحن مابين مصدق ومكذب لما يجري ـ فهل نضحك أم نبكي..
ثم نهض (فخامته) ليشم أجزاء الحافلة وكراسيها وصناديقها وأدواتها .. ليصادق بعدها على دخولنا الى المطار .
وأضاف محدثي : بعد أن أعيتنا حرارة الجو والكلب مازال (يشم) ، سأل أحدنا ذلك المقدم عن سر اصرارهم على (كلب) عوضاً عن أجهزة الكشف المتطورة التي يستخدمها أفراد السيطرات الثلاث التي مررنا بها..!
أجاب أن تلك تعليمات الشركة الأمنية التي تتولى حماية المطار ..!
هذا وأضاف المقدم : إن حدث وجلس الكلب فلا أحد بوسعه ارغامه على مواصلة العمل حتى ينهض من تلقاء نفسه ولن نسمح لكم بالمرور حتى ينهي الكلب مهمته ..
وأمام تلك الإهانة المتعمدة دون مراعاة حتى لمشاعر الذاهبين الى الديار المقدسة الذين يحرصون على طهارة أجسادهم وملابسهم ومستلزماتهم التي قطعاً تنقضها ملامسة الكلاب ، لم يكن بوسعي غير أن اتحسر على زمان كان فيه العراقي مكرماً في بلده ومكرماً أين ما حل في أنحاء الكرة الأرضية .. فلقد آل أمرنا اليوم الى الكلاب .(أجلّكم الله).
بقلم: علي العلي ::