بسم الله الرحمن الرحيم
أم مفهوم الحرية الحقيقية هو كما ذكره الامام الصادق عليه السلام
((إن الحر حر في جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها وإن تداكت عليه المصائب لم تكسره وإن أسر وقهر واستبدل بالعسر يسراً، كما كان يوسف الصديق الأمين، لم يضرر حريته إن استعبد وقهر واسر ولم تضرره ظلمة الجب ووحشته وما ناله، أن منّ الله عليه فجعل الجبار العاتي عبداً له بعد أن كان مالكاً، فأرسله ورحم به أمة، فوطنوا أنفسكم على الصبر تؤجروا)) هذا النوع من المزاوجة بين الصبر وبين الحرية مطلوب، لأن الذين يسقطون أمام استعباد الآخرين لهم هم الذين لا يصبرون على الحرمان الذي يفرضه الآخرون عليهم، وهم الذين لا يصبرون على الآلام التي يسلطها المستكبرون عليهم، وهم الذين لا يصبرون على مواقف التحدي التي تفرضها الحرية عليهم.
إن الله يقول لك من خلال هذا المفهوم الاسلامي الصادقي: إن حريتك لن تأتيك من الخارج، وإن الحرية لا تصدر بمرسوم، فأنت حر حتى لو كنت في زنزانة لا تتسع إلا لجسدك ما دمت تعيش حريتك في إرادتك، وفي أن ترفض ما يفرض عليك بحيث تستطيع أن تقول (لا) عندما يريد الآخرون أن يستعبدونك لتقول (نعم)، أو عندما يريد الآخرون أن يستعبدوك لتقول (لا) فلتكن (لاؤك) منطلقة من إرادتك ومن حريتك في الإيجاب و (نعمك) متحركة في خط قدرتك على السبب.
إنك قد تكون عبداً حتى لو كنت تملك حرية الحركة في الساحات كلها، وذلك عندما لا تملك إرادتك، وقد تكون حراً وأنت لا تستطيع أن تحرك رجليك في الزنزانة، لأنك تملك إرادتك، فأن تكون حراً يعني أن تكون إرادتك حرة وأن تكون الانسان الذي يصبر على الأذى ويصبر على الحرمان في سبيل القضايا الكبرى.
ولكن عندما نتحدث عن مفهوم الحرية بما يعتقده اغلبية الناس في هذا العصر وهو ان اعمل ما يحلوا لي من شرب الخمر والزنا والاختلاط بين الجنسين وان تتجرد المرأة من عباءتها وتتبرج وتخرج الى الشارع وهي شبه عارية ،، والرجل يزني بأي امرأة يشاء وكل هذه الامور التي تعمل باسم الحرية ..
فهذا الأمر لا يقبله اي عاقل ،، فالله جعل العقل هو الحكم الذي يميز بين الخطأ والصواب ،، فعندما أرى بأن الزنا ينتج عنه مرض الايدز الخطير فعقلي ماذا يقول يقول بأن الزواج الشرعي هو الطريق الصحيح لا الزنا ..
فعندما أرى شرب الخمر يذهب عقلي ويجعلني اعمل حماقات من غير وعي ،، فعقلي يقول يجب ان لا شربه فهو شيء خطير بأن يذهب عقل المرئ ....
فالحرية الحقيقية هي ان لا تجعل الشيطان وهوى النفس يستعبدوك
كما قال الإمام علي عليه السلام (فكم من عبدا اسير تحت هوى أمير)
مما أعجبني ونقلته لكم أحبائي ونسألكم الدعاء