سنوات :
شعر / عمر غراب .
سنواتٌ أمستْ للذكري
راعية شمس الإفلات
سنوات و يعود حنيني
ملتثما وهج الجمرات
كم غنى و تصور دوماٌ
أن تصبو تلك النظرات
في عصر يتغيب مثلى
و يهاجر صوب الياءات
سنوات غادرن مراحى
ووعودا بجديد آت
أفرطنا في زيف البشرى
و دموعا تئد اللاءات
يا ويح فؤادي أعرفه
يقذفني فوق الطاقات
سنوات و الليل خليلي
يغذوني شهد اللذات
ساورها من دون يقيني
مجنون هبّ الثارات
أنغام زالت عن سمعي
لن تبقى غير الآهات
سنوات مرّت في عمري
ما تركت حمى الساعات
كضياء يرقص من ألق
و ظلال لا منتهيات
و أعب رواء وقراحا
أتشهى صفو الكاسات
كى أعدو منتشيا وحدي
و غريبا بين الخطرات
سنوات أيقظن مصيري
يتشرنق سيل الكبوات
مفتونا بالفن فريدا
يتعبد شبق اللوحات
سبّاح يعبث فى اثري
يتحرى معنى الأصوات
سنوات أغرين حياتي
بدوّي صمّ الساحات
سنوات لا أتمناها
تأتيني حتى ما فات
و شبابك مدّ له عهدا
فتوارى خلف الرايات
سنوات أجمل من صبح
يتنفس عبق الوردات
أنساها بل أسلو بعضي
لتعشش تلك الكلمات
وحشاى يأسرها أبدا
فى أفق طلق الضحكات
سنوات تقبض لى كفّى
واغتصبت منى الرّاحات
زارتني والحلم جنين
ما فضّت يده الروعات
حيران يذهلني جنبي
لا أوصد هذى الجنّات
سنوات فيها ما فيها
مرّات تلو المرّات .
شعر / عمر غراب .