منتديات الفرات
البصرة مسرح لمعارك دامية


بوش يتحدث عن "لحظة ايجابية جدا" فى سيادة العراق

اكثر من 50 قتيلا و مئات الجرحى فى مواجهات البصرة


- وكالات: اسفر يومان من المعارك فى العراق بين مناصرى رجل الدين الشيعى مقتدى الصدر والقوات العراقية والاميركية عن مقتل اكثر من 50 شخصا، فيما.

كما سقط مئات الجرحى فى المعارك التى طالت الاربعاء البصرة، ومدينة الصدر فى بغداد، ومدن الكوت "175 كلم جنوب شرقى بغداد"، والديوانية "180 كلم جنوب بغداد" والحلة "120 كلم جنوب بغداد". واغلبية الضحايا من المدنيين.

ودعا مقتدى الصدر المالكى الى التفاوض "لانهاء الازمة" التى اندلعت الثلاثاء فى البصرة "550 كلم جنوبى بغداد" وانتقلت الى بغداد وغيرها من مدن العراق.

ويعترض الصدر واتباعه على شرعية حكومة المالكى ويطالبون بدور اكبر فى هياكل السلطة، واعلنت حركته عن تنظيم تظاهرات الخميس تتركز فى العاصمة العراقية.

وهدفت العملية التى شنت الثلاثاء فى البصرة، المركز النفطى الاساسى فى جنوب العراق، الى لجم جيش المهدي، ميليشيا مقتدى الصدر.

وامهل المالكى الذى يشرف على العملية بنفسه المسلحين فى المدينة ثلاثة ايام لالقاء السلاح.

وطلب المالكى فى بيان "ملاحقة المغرر بهم من الذين حملوا السلاح ليقوموا بتسليم انفسهم واسلحتهم للقوات الامنية خلال 72 ساعة على ان يقدموا تعهدا خطيا". وحذر من انه "بخلاف ذلك فانهم سيعرضون انفسهم لعقوبات شديدة".

بدوره، قال مركز العمليات فى وزارة الداخلية للقناة ذاتها ان المالكى "اعطى الفرصة لكل المغرر بهم من الذين حملوا السلاح ولم تلطخ ايديهم بدماء شعبنا".

وقال مسؤول الهيئة السياسية فى التيار الصدرى لواء سميسم فى النجف "وسط جنوب" ان "الصدر طلب من المالكى مغادرة البصرة وارسال لجنة للعمل على انهاء الازمة".

واعلن سميسم لاحقا ان تيار الصدر سينظم تظاهرات الخميس فى بغداد والعمارة "365 كلم جنوب بغداد" تعبيرا عن تحديه لحكومة المالكي.

من جانب اخر قتل جنديان اميركيان الاربعاء فى عمليات عسكرية فى بغداد، بحسب ما اعلن الجيش الاميركي. ولم يوضح الجيش ما اذا قتل الجنديان فى المعارك ضد الناشطين الشيعة.

واستهدفت عدة قذائف المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد التى تؤوى المؤسسات العراقية والسفارة الاميركية. واصيب ثلاثة اميركيين بجروح اثر القصف.

وافادت مصادر امنية عراقية ان قذيفة انفجرت خارج المنطقة فى مبنى سكنى اسفرت عن مقتل شخص وجرح اربعة من السكان. واسفرت هجمتان اخريان بقذائف الهاون عن مقتل خمسة اشخاص فى العاصمة.غارة اميركية

الى ذلك قالت مصادر امنية عراقية إن غارة شنتها الطائرات الامريكية دعما للقوات العراقية أدت الى سقوط كثير من القتلى والجرحى فى بلدة الحلة جنوبى بغداد.

واكدت القوات الامريكية وقوع الغارة الجوية وقالت انها ليست متأكدة بشأن عدد القتلى لكنها نفت سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

وقال مصدر فى الشرطة ان ما لا يقل عن 11 شخصا قتلوا وجرح 18 اخرون فى الغارة التى شنتها الطائرات الامريكية بعد ان طلبت قوات الامن العراقية الدعم عقب معارك فى الشوارع مع مسلحين من ميليشيا شيعية فى حى الثورة بالمدينة.

وقال مصدر اخر من الشرطة ان 29 شخصا قتلوا وجرح 39 اخرون. وقال ان ستة منازل دمرت فى الغارات التى استمرت ساعة فى وقت متأخر مساء اليوم الاربعاء.

وقال مصدران أمنيان آخران ان العدد الاجمالى للقتلى والجرحى فى نطاق العشرات رغم انهما لم يتمكنا من ذكر ارقام محددة. وتحدثت جميع المصادر شريطة عدم نشر اسمائها كما هو معتاد فى العراق.

وقالت الميجر ألين كونواى وهى متحدثة باسم القوات الامريكية جنوبى بغداد ان طائرات هليكوبتر امريكية استجابت لنداء بالمساعدة من وحدات خاصة من الشرطة فى الحلة.

وقالت "كان رجال وحدات الشرطة الخاصة فى الحلة فى الميدان. وكانوا مشتبكين فى قتال. واستدعيت طائراتنا الهليكوبتر الهجومية. وشاركت فى القتال.

"لا نزال نتحقق من عدد القتلى فى صفوف العدو. التقرير الاولى الذى تلقيته كان اربعة."

وتقاتل قوات الامن العراقية ميليشيا شيعية فى عدة مدن جنوبية وبعض المناطق الشيعية فى بغداد منذ الثلاثاء.


سيادة العراق

من جهته صرح الرئيس الاميركى جورج بوش الاربعاء ان المواجهات الجارية فى البصرة جنوب العراق بين القوات العراقية وميليشيا جيش المهدى الشيعية تشكل "لحظة ايجابية جدا" فى سيادة العراق.

وقال بوش فى لقاء مع عدد من وسائل الاعلام الاجنبية ردا على سؤال عن المعارك فى البصرة ان هذه الحوادث "لحظة ايجابية جدا فى تطور امة تتمتع بالسيادة وتعتزم السيطرة على عناصر خارجين عن القانون".

واضاف "نحن نساعد العراقيين لكن من المهم ان تعرفوا انهم هم الذين يقودون العملية".

واكد الرئيس الاميركى ان القوات الاميركية "ستقدم الاشراف على العملية والدعم عندما يطلبون ذلك".

وعبرت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" الاربعاء عن ارتياحه لتحرك قوات الامن العراقية ضد ميليشيا الصدر فى البصرة ، معتبرا ان اداءها يؤكد "نجاح" خطة تعزيز القوات الاميركية فى هذا البلد عام 2007.

وقال جيف موريل المتحدث باسم البنتاغون ان "رئيس الوزراء "نوري" المالكى يستحق الاشادة لاتخاذه المبادرة بالذهاب ومقاتلة المتطرفين والمجرمين فى البصرة" مذكرا بان العراقيين "لم يكونوا يملكون هذه القدرات قبل بضعة اشهر".

مشاورات

فى سياق اخر اجرى الرئيس الاميركى جورج بوش الاربعاء مشاورات مع كبار الضباط الاميركيين فى وزارة الدفاع "البنتاغون" قبل اتخاذ قرار منتظر جدا حول عديد القوات الاميركية فى العراق.

وجاءت مشاورات بوش هذه قبل يوم واحد من خطاب سيلقيه الخميس فى دايتون فى ولاية اوهايو "شمال" هو الثالث والاخير من سلسلة كلمات تمهد لقراره بشأن عديد القوات الاميركية.

وسيركز بوش فى خطابه الخميس على التقدم الذى تحقق فى الاقتصاد العراقي.

واجرى بوش مشاورات مع كبار الضباط استغرقت ساعة ونصف الساعة، ليقرر ما اذا كان سيواصل سحب القوات بعد تموز/يوليو او يوقف هذه العملية كما يأمل قائد القوات الاميركية فى العراق الجنرال ديفيد بترايوس.

وقال الناطق باسم البنتاغون براين ويتمان ان بوش "اطلع على احدث تقييم للوضع فى العراق وتحليل نتائج التزامنا ووضع قواتنا المسلحة هناك ونصائح حول طريقة تحركنا".

واوضح ان الجزء الاكبر من الاجتماع خصص لتأثير ست سنوات من الحرب فى العراق وافغانستان على معنويات وصحة جنودنا، بينما يطالب سلاح البر الاميركى بخفض مدة المهمات الى 12 شهر كما كانت من قبل، مقابل 15 شهرا الآن.

وكان ويتمان صرح قبل الاجتماع ان الرئيس "سيكونه لديه بشكل عام فى النهاية فكرة واضحة عما يفكر فيه اهم مسؤوليه العسكريين".

ويفسر اصرار بوش اخيرا على رفض المجازفة بتعريض التقدم الذى تحقق للخطر، بانه قبول لتوصيات بترايوس.

وينتشر 156 الف جندى اميركى فى العراق حاليا.

واعلن بوش فى ايلول/سبتمبر سحب خمسة الوية قتالية بحلول تموز/يوليو 2008، ليصبح عديد القوات الاميركية تاليا نحو 140 الفا عسكريا.

ولا يزال هذا العدد، قبل اشهر من نهاية عهد بوش، يفوق ما كان عليه فى كانون الثاني/يناير 2007 عندما تجاهل معارضة الاميركيين واعلن عن ارسال ثلاثين الف جندى اضافى لانقاذ العراق من الفوضى.

وبموازاة التقدم الذى نسبه بوش الى تلك التعزيزات، ينتظر الاميركيون معرفة ما اذا كان سيواصل سحب الجنود بعد تموز/يوليو.

ويرتدى القرار اهمية خاصة نظرا للحملة الانتخابية الجارية التى يشكل العراق موضوعا رئيسيا فيها، وانعكاسه على الولاية الرئاسية الجديدة التى تبدأ فى كانون الثاني/يناير 2009.

ويعد المرشحان الديموقراطيان باراك اوباما وهيلارى كلينتون بانسحاب اميركى من العراق فى حال انتخابهما. اما المرشح الجمهورى جون ماكين فيدافع عن مهمة الجيش الاميركى فى العراق.

لذلك يجرى بوش مشاورات مع كل مستشاريه.

وقد استمع الاثنين برفقة مستشاريه للامن القومى الى افكار بترايوس والسفير الاميركى فى بغداد راين كروكر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.

وواصل الاربعاء يواصل مشاوراته مع المسؤولين العسكريين فى هيئة اركان الجيوش الاميركية، بعد يوم من لقاء وزير الدفاع روبرت غيتس.

وبمعزل عن امكانية وقف عمليات الانسحاب، يبدو ان الضباط الاميركيين يؤيدون فكرة اخرى هى اعادة تقييم الوضع دوريا خلال فترات اقصر، وليس كما يجرى حاليا خلال اشهر.

ويلقى بوش الخميس فى دايتون "اوهايو، شمال" آخر خطاباته الثلاثة التى تمهد لقراره.

وبالرغم من تجاوز عدد القتلى الاميركيين فى العراق الاربعة الاف مع دخول الحرب عامها السادس وبينما يرى ثلثا الاميركيين انها لم تكن تستحق عناء خوضها، قال بوش بوضوح انه لن يتخذ اى قرار يهدد الانجازات "الهشة" التى تحققت فى الاشهر الماضية.

ورفض البيت الابيض الاربعاء اعتبار اعمال العنف الاخيرة فى العراق بين ميليشيات شيعية والجيش النظامى "تدهورا".

وقال الناطق باسم البيت الابيض تونى فراتو "اعتقد ان الامر عكس ذلك تماما"، معتبرا انه "مثال" على نقل المسؤوليات الى العراقيين.