رسائلُ البحرْ
....................
مع امواجُ السكونْ ورمالَ البحرِ تلاعبُ قدمي
كما هي تلك الزجاجاتِ المنتشرةِ على ضفافهِ
كم منْ رسائلٍ حشرتْ بداخلِها
هنا وهناكْ
لماذا أنا منْ وجدَها
فلا يجدَها إلا العاشقين
يا ترى ما تخبئه من أسرارٍ بين طياتِها
كم من العشاقِ أيها البحر
زاركَ ورمى في أعماقكَ سره
وأنهى على ضفافِكَ حلمه
هنا من قال لكَ :
(( أيها البحر ابتلعْ حُلمي فما نلتُ منه إلا التعبِ))
وها هنا من قال لكَ :
(( خذّ أيها البحر سراً آلمني ... ضحيتُ بنفسي لهُ ... تخليتُ عن أهلي.. وما كان جزائي إلا الهجرِ ))
لمحتُ زجاجةٍ بعيدةٍ
كأنها تناديني
اعرفي سري
كمْ استوقفتني تلك الرسالة
ورقةٌ حمراءٌ
لم يكتبْ على متنِها إلا كلمةٍ واحدةٍ
(( أحبــــــــــك ))
يا ترى أيَّ حلمٍ
أيَّ سرٍ
أيَّ عشقٍ
خبئتْ تلك الرسالة
منْ كتبها؟
ومتى ؟
ولمنْ ؟
أهي امرأةٌ بائسةٌ
اهو رجلٌ عاشقٌ
أم شيخٌ رجعت له الذكريات المؤلمةْ
أم عجوزٌ فاتها قطارُ الحبِ أولم يمرَّ
من هذا المحبُ الذي كتمَ عشقهُ
بين خلجانكَ بين آهاتكَ بين هدوئكَ
من هذا الذي جعلَ حلمَهُ يتمايلُ بين أمواجكَ
كم هو عاشقٌ مسكينْ
ذلكَ صاحبُ الورقةِ الحمراءْ
أرجعتها إلى الزجاجةِ ورميتها في البحرِ ثانيةً
عسى أن يجدها من جهلَ ذلك العشق يوماَ
و أن يستدرك ذلك العاشقَ قبلَ فواتِ الأوانْ
سرتُ ونسماتِ الهواءِ تؤنسُني
وصلتُ للبيتِ وكلي لهفة لأقلبَ بريدي
فعشقي للرسائلِ ولدَّ ألان
وجدتُ رسالتين
الأولى من حبيبي الغائب
والثانيةُ من صديقٍ قديمْ
فتحتُ متلهفةٌ وبشوقٍ رسالةَ حبيبي
فأخيراً جاءني الردّ :
(( حبيبتي :
كم أنا سعيدٌ برسالتكِ التي وصلتني قبلَ أسبوع كم هي جميلةٌ كلماتكِ التي تبعثيها لي سلمتْ لي تلكَ اليدين التي خطتها وسلمتْ لي تلك المشاعر الرقيقةِ رغم إني مقصراً معكِ لم أراسلكِ لكني وكما تعرفين لا أجد الوقت الذي اكتبُ فيهِ لكِ فالمسؤولياتُ كبيرةٌ جداً ويجب أن أعملَ ليلُ نهار كي أجعلُ بيتُنا أجملَ بيتٍ وأروعَ عشٍ وعامراً وجميلاً وأنتِ أساسُ جماله صدقيني احبك وأنا اعرف انكِ طيبةُ القلبِ فسامحيني
قبلاتي واشتياقي لرؤيتك ............. سأعود الخميسَ القادمَ بإذن الله
حبيبكُ إلى الأبد .. ))
تنهدتُ طويلاً وسرحتُ كثيراً
آهٍ حبيبي احبك لكنكَ
متى ستفهم إني أريدكَ
أنتَ من تراسلني
أنت من تذكرني
أنت من تشعرني بحبكَ
اعرفُ عشقكَ لي
اعرفُ مدى اهتمامكَ
لكن لم َ بابُ مشاعركَ موصدٍ
أنا من يفتحه
طويتُ رسالتِه وأرجعتها إلى الطاولةِ
فتحتُ الرسالةَ الثانية:
(( صديقتي الغالية
أرسلُ لكِ دعوتي هذه لحضورِ زفافي يومَ الخميسِ القادم بإذن الله
نعم أخيراً أخذتُ بنصيحتكِ وسلمتُ أمري للقدرِ وها أنا اقبلُ على أن اربطَ مصيري بمصيرٍ مجهول
لا اعرف هل يا ترى سأعشقها ؟؟ أم لا ؟؟
فأنتِ تعرفين أني لم اعشق من قبل لكني ساتركَ الأمرَّ إلى الأيامِ عسى أن أجدَّ معها العشقَ الذي تأملتهُ يوماً ..
صديقةَ الطفولةِ الغالية:
لا اقبل منكِ عذراً أبداً فأنتِ وزوجكِ مدعوين للحضورِ الإجباري وان لم تحضرا لن أتزوج ابداااا ...
فاحذري فأن مصيري بين يديكِ
ومثلما شهدتُ على الورق زواجكِ اشهدي بحضوركِ على زواجي
تذكرين سابقاً
هذا وعدكِ لي لذا لا ولن ولم وأبداً لن اقبلَ أعذاركِ
صديقُ الطفولةِ والشبابِ والكبرِّ وحتى الموتِ ...
ملاحظة// دعوتكِ هذه أنتِ الوحيدةَ التي كتبتها بقلمي وعلى متنِ صفحةً من دفترِ ذكرياتي و الذي لم أخذَّ منه أي ورقة يوماً إلا هذه ورسالةٍ قديمةٍ رميتُها في عرض البحر كنتُ قد كتبتُها منذ سنينٍ لكِ ))
نعم
رسالةُ صديقي هذا
كانتْ .......
ورقةٌ حمراءْ